تعزيزات عسكرية تصل إلى كركوك و "تنجح في إحباط هجمات معادية"
(بي بي سي):
أعلنت إدارة محافظة كركوك عن نجاح القوات الأمنية في المحافظة "في إحباط سلسلة هجمات إرهابية في المدينة".
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لمحافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم أن قوات الشرطة والاسايش والبيشمركة والأجهزة الأمنية المشتركة المنضوية تحت اللجنة الأمنية بالمحافظة وبمساندة مواطني كركوك "نجحت في إحباط واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية التي نفذتها عصابات في سعيها الخائب للسيطرة على مبنى محافظة كركوك وعدد من الدوائر والابنية الحكومية وأخذ أكبر عدد ممكن من الرهائن سواء كانوا من أهالي مدينة كركوك أو من الأحبة المسيحيين النازحين الذين يدرسون في كليات جامعة كركوك".
وأضاف البيان أن القوات الأمنية تمكنت من حماية كركوك مجددا.
وأوضح البيان أن إدارة كركوك تلقت عددا من الطلبات التي تقدمت بها دول صديقة للعراق لتقديم الدعم للمحافظة العزيزة "لكننا شكرناهم لمواقفهم ومشاعرهم تجاه مواطني كركوك"، مؤكدا في الوقت نفسه عدم حاجة كركوك لأي مساعدة.
وكانت عشرات الدبابات وناقلات الجنود التي ترفع علم إقليم كردستان وصلت إلى مدينة كركوك، وذلك عقب هجمات متفرقة شنها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية.
وقتل 19 شخصا على الأقل داخل كركوك وفي محيطها خلال الهجمات التي استهدفت عددا من المواقع الحكومية والخدمية والحزبية في المدينة.
وتفرض السلطات حظرا للتجوال في المدينة.
وأكد مصدر أمني أنه تمت السيطرة على منطقتي العروبة والنصر، جنوبي كركوك، بعد قتل 6 من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي حادث منفصل، قتلت 18 امرأة وأصيبت 40 أخريات في قصف جوي لطائرة حربية مجهولة الهوية استهدفت خيمة يقام فيه عزاء في ذكرى مقتل الإمام الحسين.
وأوضح المصدر أن الحادث وقع في قضاء داقوق جنوب كركوك.
وتبعد مدينة كركوك نحو 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، وتعد مدينة متعددة الأعراق تضم التركمان والعرب والأكراد ويطالب الاكراد بضمها إلى إقليم كردستان.
"هجمات منسقة"
وأفاد مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، العميد سرحد قادر، صباح الجمعة أن المسلحين التابعين للتنظيم و بينهم عدد من الانتحاريين هاجموا عددا من المواقع الحكومية والحزبية داخل كركوك، وهي مبنى شرطة الطوارىء والبناية القديمة لمديرية شرطة كركوك ومخفر الشرطة في حي دوميز و محطة كهرباء دبس ومقر حزب الاتحاد الوطني.
وتواصلت الاشتباكات في بعض المواقع داخل المدينة، ويقول موفدنا في كركوك عطية نبيل، نقلا عن سكان في المدينة إن انفجارا وقع في مبنى الفوج الأول للطوارئ في شرطة كركوك وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الموقع.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في كركوك إنه شاهد مجموعة من المسلحين بالبنادق والقنابل ويرتدون "ملابس على الطراز الأفغاني" يسيرون في أحد شوارع المدينة.
وأوضح بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية أن عدد القتلى في الهجوم على مشروع محطة دبس لتوليد الطاقة الكهربائية في كركوك هم خمسة قتلى من منتسبي شركة سانير الايرانية المنفذة للمشروع، وثمانية من منتسبي المحطة من الفنيين العراقيين، فضلا عن اصابة 6 آخرين ، هم أحد العاملين في المحطة وخمسة من رجال الشرطة المكلفين بحماية المحطة.
وكانت الشرطة قالت إن ثلاثة مهاجمين انتحاريين هاجموا المحطة فجر الجمعة، وقد فجر اثنان من المهاجمين الثلاثة حزاميهما الناسفين وتمكنت القوات الأمنية من قتل المهاجم الثالث.
إدانة ايرانية
وعبرت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها، بهرام قاسمي، عن إدانتها للهجوم الانتحاري على محطة توليد الطاقة الكهربائية في دبس، واستنكرت مقتل عدد من المواطنين الإيرانيين العاملين في الشركة المنفذة لمشروع المحطة قيد الإنشاء.
وأكد المتحدث الإيراني أن الاحصاءات الأولية تشير إلى سقوط أربعة قتلى إيرانيين وجرح ثلاثة آخرين.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات، قائلا إن مسلحيه تمكنوا من اقتحام مبنى المحافظة وسيطروا أيضا على فندق في المدينة.
وذكرت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم أن مسلحيه اقتحموا المجمع الحكومي وسيطروا على فندق "دار السلام" وسط المدينة.
بيد أن محافظ كركوك نجم الدين كريم قال في تصريحات صحفية إن الوضع تحت السيطرة نافيا دخول المسلحين الى "مبنى مديرية شرطة كركوك السابق أو أي مقر حكومي فيها" لكنه اقر بأن ما سماه "خلايا نائمة لداعش قامت بمهاجمة بعض المقار والمواقع الأمنية صباح الجمعة".
وأشار العميد قادر إلى أنه قد "تم قتل المسلحين الذين هاجموا مبنى شرطة الطوارئ والمبنى القديم لمديرية شرطة كركوك، غير أن عددا آخر من المسلحين لا يزال موجودا في حي دوميز".
وشدد قادر على أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب التابعة لإقليم كردستان وجهاز الأمن فيه المعروف بالآسايش تحاصر هذه المنطقة.
وقد أكد مصدر امني في مدينة كركوك انه تمت السيطرة على منطقتي العروبة و النصر جنوبي المدينة بعد قتل 6 من مسلحي التنظيم ، و اخرجت جثثهم قبل قليل من مبنى مدرسة الوركاء وسط حي العروبة حيث كانوا يتحصنون.
وأضاف المصدر ان الاشتباكات مع مسلحي التنظيم ما زالت متواصلة في حي دوميز.
ويقول مراسلنا من كركوك إن عشرات الدبابات وناقلات الجنود التي ترفع علم إقليم كردستان دخلت إلى كركوك عبر المدخل الشمالي لدعم القوات الأمنية في المواجهات الدائرة وسط المدينة.
فضلا عن أن عددا من سيارات رباعية الدفع تضم عناصر من البيشمركة عبرت منطقة دولة بكرة جنوب أربيل باتجاه كركوك لتعزيز القوات الأمنية التي تقوم بالتصدي لهجمات منسقة ومتزامنة من عناصر تنظيم الدولة.
ويضيف أنه شاهد ألسنة الدخان تتصاعد من مبنى فندق الصنوبر وسط كركوك، ومسلحين اثنين يعتليان سطح فندق السلام.
وقد "فرض حظر للتجوال في كركوك لملاحقة باقي المسلحين، وأن الوضع الآن تحت السيطرة" بحسب خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة.
وتأتي هذه الهجمات في وقت تشن الحكومة العراقية هجومها لاستعادة مدينة الموصل ثانية كبريات مدن العراق، وأحد أهم معاقل التنظيم في البلاد
فيديو قد يعجبك: