كيف ظهر تنظيم "داعش" ومن المستفيد من ذلك؟
لندن – (بي بي سي):
في 29 يونيو 2014، أعلن المتحدث باسم تنظيم "الدولة الاسلامية" أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي عن قيام ما اسماه بالدولة الاسلامية بقوله:
"قررت الدولة الإسلامية، ممثّلة بأهل الحل والعقد فيها؛ مِن الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى “إعلان قيام الخلافة الإسلامية” وتنصيب خليفة للمسلمين، ومبايعة الشيخ إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد، البدري القرشي الهاشمي الحسيني وقد قبل البيعة؛ فصار بذلك إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان".
خرج التنظيم من رحم جبهة النصرة السورية- فرع تنظيم القاعدة في سوريا- عند إعلانها عن اقامة الدولة الاسلامية في العراق والشام في ابريل 2013 ، وانضم اليه اغلب المقاتلين الاجانب في النصرة وهو ما شكل افتراقا علنيا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والفصائل المعارضة الاخرى واحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية العراقية حتى اطراف مدينة حلب شمالي البلاد.
وسبق اعلانه عن قيام دولته دخوله الى العراق في يونيو من العام الماضي واحتلال ثاني اكبر مدن العراق، الموصل.
ووصل التنظيم في زحفه إلى اعتاب العاصمة العراقية بغداد قبل أن توقفه الغارات الجوية الامريكية.
يسيطر التنظيم حاليا على أكثر من نصف مساحة سوريا و80 بالمائة من موارد النفط والغاز في البلاد.
ورغم أن التنظيم يعاني من تراجعات في بعض المناطق، لكنه حافظ لا بل زاد من رقعة الاراضي التي يسيطر عليها رغم الغارات الجوية الكثيفة التي تشنها طائرات التحالف الغربي العربي على مواقعه في سوريا والعراق.
ما يميز التنظيم أنه لا يعمل بعقلية التنظيمات الاخرى التي تخوض فقط القتال والمعارك، بل يدير المناطق الواقعة تحت سيطرته بعقلية الدولة اذ يتولى مختلف شؤون ومناحي حياة مقاتليه والمواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تخضع له من تعليم وقضاء وصحة وكهرباء، ما يشير الى انه يخطط لإقامة دولة بكل معنى كلمة.
وقد أثار بزوغ نجم التنظيم وسرعة انتشاره والعمليات العسكرية الخاطفة والناجحة ضد قوات الجيش العراقي والجيش السوري جدلا كبيرا في الاوساط الإقليمية والدولية.
فكل طرف من الاطراف الفاعلة في الشرق الاوسط يتهم الطرف المناوئ له بدعم التنظيم والمسؤولية عن قيامه بحيث يصعب على الانسان العادي التمييز بين الحقيقة والدعاية.
فإيران تتهم السعودية وتركيا والقوى الدولية المناوئة لنظام الرئيس بشار الاسد بدعم التنظيم والسماح بالتمدد الى حد ان قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني اعلن مؤخرا ان بلاده هي الوحيدة التي تحارب هذا التنظيم متهما الولايات المتحدة بعدم الجدية في محاربته.
لكن السعودية والعديد من قوى المعارضة السورية تتهم ايران ونظام بشار الاسد بالمسؤولية عن نشوء هذا التنظيم والتواطؤ معه بحيث يتم اعادة تأهيل النظام والسماح له بالاستمرار في البقاء لان البديل عنه سيكون التنظيم في حال سقوطه.
هل ترى أن التنظيم في حالة تراجع أم أنه ما زال يحافظ على قوته؟
ما هي مصادر قوة التنظيم؟
لماذا نجح التنظيم في بسط سيطرته على هذه المساحات الشاسعة؟
وما هو مصير هذا التنظيم؟
فيديو قد يعجبك: