إعلان

السعودية تكافح "استقطاب" تنظيم الدولة الإسلامية للشباب

09:39 ص الأربعاء 01 أبريل 2015

صديق لهذه المجموعة من الشباب ذهب للانضمام لتنظيم ا

الرياض (بي بي سي)
خارج العاصمة السعودية الرياض حيث تكثر الكثبان الرملية يسعى الباحثون عن الترفيه في عطلة نهاية الأسبوع إلى القيام بنزهات آمنة وتنظيم سباقات صحراوية بسيارات ذات دفع رباعي.

وجاء مشعان العنزي مع جماعة من أصدقاءه وهم من شمال البلاد المجاور للعراق، حيث استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي.

وقال لي مشعان إن أحد الأصدقاء ذهب إلى سوريا للانضمام لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف "أولئك الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا وليس لديهم أي وعي هم من يبحث عنهم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وقال "من السهل على داعش أن تغسل أدمغتهم."

وتقول وزارة الداخلية السعودية إن نحو 2600 سعودي انضموا إلى جماعات متشددة في سوريا منذ عام 2011، وعاد منهم نحو 600 شخص. وفي العام الماضي وحده ألقي القبض على 400 شخص على صلة بأنشطة تنظيم الدولة الإسلامية داخل المملكة.

ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور سلطان التركي إنه عدد قليل نسبيا، لكن الأمر مازال مدعاة قلق بالغ.

وقال "مهما كان الطرف الصانع لتنظيم الدولة الإسلامية فقد صنعها لأغراض من بينها الهجوم على السعودية."

وأضاف "إنهم يعلمون أن حدودنا محمية بقوة، لذا فهم يبذلون قصارى الجهود من خلال الدعاية، مثل الإيحاء للشباب السعودي بتنفيذ أي عمل إرهابي نيابة عنهم."

"مقارنة مجحفة"
استثمرت السعودية بشدة في تعزيز قدرات قوات مكافحة الإرهاب منذ موجة الهجمات التي شنها متشددو تنظيم القاعدة في منتصف الفترة ما بين عام 2000 إلى عام 2010.

لكن حتى وقت قريب ظلت السعودية متهمة بتمكين متشددين إسلاميين في سوريا المجاورة من خلال السماح بعبور تمويلات من شيوخ ودعم جماعات سنية في حرب بالوكالة مع إيران الشيعية.

ثم بدأ تنظيم الدولة الإسلامية الاستيلاء على الأراضي في سوريا والعراق وأعلن انفراديا الخلافة الإسلامية.

وقد توعد (التنظيم) حاليا بالاستيلاء على السعودية، مهد الإسلام وموقع الحرمين الشريفين.

وكانت الرياض قد جرّمت الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية، وحشدت رجال الدين السعوديين الذين يدينون حاليا التنظيم باعتباره غير إسلامي.

لكن ذلك لم يتضمن أي عمليات بحث ذاتية داخل عقيدتهم المغالية في التحفظ، والتي تؤيد تطبيق عقوبات إسلامية قاسية أخذها تنظيم الدولة الإسلامية إلى اقصى المديات.

لقد أفضت العقوبات الأخيرة بحق الناشط والمدون السعودي رائف بدوي والتي تقضي بجلده ألف جلدة واتهامه بالإساءة للإسلام إلى عقد مقارنات من جانب دول غربية بين الأيدولوجية السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال رئيس المخابرات السابق الأمير تركي الفيصل "إنها مشكلة أساسية تواجهنا مع وسائل الإعلام وهي خلط الحابل بالنابل."

وقال "جماعة (فاحش) جماعة إرهابية وليس لها أي قانون." مستخدما الكلمة في الإشارة إلى تنظيم "داعش".

وأضاف "المملكة دولة، لدينها نظام قانوني يتتبع تاريخها لفترة أطول من القانون العام الإنجليزي."

مركز تأهيل
يقول السعوديون إنهم يسعون لإصلاح أولئك الذين انضموا لجماعات إرهابية.

وقد أتاحوا لي فرصة نادرة لزيارة أحد السجون مشددة الحراسة والتي يقال إنها تضم سجناء من تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من وضع السجناء بعيدا عن الأنظار، اختاروا أحدهم للتحدث معي.

وقال مناع ناصر، 45 عاما، إنه ذهب إلى سوريا للقيام بأعمال الإغاثة.

وأضاف أنه اختار مدينة الرقة كقاعدة له، لأنها في ذلك الوقت كان ملجأ للنازحين من الصراع. ثم أصبحت بعد ذلك معقلا لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال "هددوا بقتلي إذا لم أتبرأ من الأسرة الحاكمة السعودية والزعماء العرب."

وأضاف "أجبروني على التعهد بالولاء لهم واتباع عقيدتهم."

واستمرت الجولة في مركز التأهيل التابع للحكومة، وهو مجمع ضخم يضم إخصائيين اجتماعيين وواعظين وفنانين وأطباء نفسيين من أجل مساعي شاملة تهدف إلى إعادة دمج المتشددين في المجتمع.

وقال أحد الذين خضعوا للبرنامج إنه حاول السفر إلى سوريا من أجل القتال و"الجهاد" مع تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أفكاره بشأن الحرب المقدسة اختلفت منذ ذلك الوقت.

وقال "سمعت أنهم يحاربون الآن المسلمين وغير المسلمين. الحمد لله أن المركز أضاء لنا سبيل الحق."

شباب ساخط
وتقول جين كينينموت، محللة شؤون الشرق الأوسط، إن النسخة السعودية المتزمتة في تطبيقها للإسلام تشترك في عدد من قضايا التعصب الديني الذي يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لقتل الشيعة وغير المسلمين.

وأضافت "نزعة تكفير المسلمين الآخرين وغير المسلمين ترى بعض رجال الدين المفروض عليهم عقوبات رسميا أو المتسامحين يؤيدونها في السعودية."

الرسالة مهمة لأنه في هذا البلد المحافظ اجتماعيا يعيش الشباب ويستخدمون الإنترنت الذي يجعلهم عرضة لتجنيد التنظيم لهم عبر شبكات التواصل الاجتماعية.

وعلى الرغم من النظر إلى الشاب السعودي على أنه مدلل من قبل بلد غني بالبترول، فإن البلد يكافح من أجل إيجاد فرص عمل لجميع الشباب به والذين يشكلون أكثر من ثلثي تعداد السكان.

وسمعنا روايات عن شباب عاطل عن العمل أو غير متعلم هربوا من حياتهم الكئيبة للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.

إن الذهاب إلى ساحة المعركة شيء بالغ الصعوبة، والسعوديون محصنون من أي هجوم خارجي.

كما أن حدود المملكة مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهي حدودها الشمالية مع العراق، محددة بسياج مزدوج يمر عبر صحراء شاسعة مراقبة بكاميرات عالية الدقة.

وكان أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية قد اشتبكوا مع دورية حدودية في وقت سابق مطلع العام الجاري، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الحراسة. لكن التهديد الداخلي يفوق التهديد الخارجي.

ولا يشك السعوديون في أن أيدولوجيتهم محل انتقاد على الإطلاق.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان