دونالد ترامب يدعو لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة
(بي بي سي):
دعا دونالد ترامب، الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية، لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من إطلاق النار الدامي في كاليفورنيا.
ودعا ترامب إلى وقف "كامل وكلي" لدخول المسلمين الولايات المتحدة، قائلا "ليس لدينا أي خيار آخر."
وقال ترامب إن استطلاع رأي أظهر أن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطرا على البلاد.
وأضاف أن "الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية."
وقال "إن الوضع سيزداد سوءا، وسنشهد المزيد من الهجمات المشابهة لتلك التي وقعت في سبتمبر 2001."
وانتقد البيت الأبيض تصريحات المرشح الجمهوري واصفا إياها بأنها "لا تعبر عن الولايات المتحدة".
وأضاف بيان صدر عن البيت الأبيض أن تلك التصريحات تتعارض مع القيم الأمريكية وتشكل تهديدا للأمن القومي.
وقال جوش أرنست الناطق باسم البيت الأبيض إن ترامب "يسعى للاستفادة من الجوانب المظلمة واستغلال مواقف الناس من أجل شحذ التأييد لحملته الانتخابية."
وتمثل بعض المقترحات المعادية للمهاجرين إلى الولايات المتحدة أحدى دعائم حملة ترامب، إذ تدعو الحملة إلى بناء حائط على الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة لمنع تسلل من تصفهم بأنهم "مغتصبون" و"مدمني مخدرات".
وبدأ دونالد ترامب في التركيز على المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة، أمريكيين وغير أمريكيين، منذ هجمات باريس الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية منذ أسابيع قليلة، داعيا إلى مراقبة المساجد وإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين.
وارتفعت حدة الخطاب المعادي للمسلمين الذي تتبناه حملة ترامب الأسبوع الماضي بعد أن نفذ زوجان مسلمان هجوما بالاسلحة النارية في ولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي، يعتقد أنهما من المتشددين.
وكانا فتحا النار على تجمع في مركز رعاية صحية في مدينة سان برناردينو، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا.
وقال ترامب لوسائل إعلام إن استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات متخصصة مثل "بو ريسيرش" تضمنت بيانات تشير إلى أن المسلمين يكرهون الأمريكيين.
وأضاف أنه "لا نحتاج إلى النظر في بيانات استطلاعات الرأي حتى يتضح للجميع أن هناك كراهية نعجز عن فهم أسبابها."
وتسائل، "من أين تأتي تلك الكراهية، وما هي أسبابها، هذا هو ما علينا التوصل إليه."
وأكد أنه حتى تُفهم أسباب هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تتعرض له الولايات المتحدة، لا يمكن ترك البلاد فريسة لهجمات مروعة من أناس لا يؤمنون بشيء آخر سوى "الجهاد"، ولا يحترمون حياة الإنسان.
وبعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب، أطلق منافسه الجمهوري على مقعد الرئاسة بين كارسون تصريحات تضمنت ضرورة تسجيل بيانات ومراقبة جميع من يزورون الولايات المتحدة طوال فترة إقامتهم.
ولكن المتحدث باسم كارسون قال، "نحن لم ولن نكون ممن يتبنون التمييز على أساس الدين."
وحث عضو مجلس الشيوخ ومرشح الرئاسة الجمهوري أيضا ليندسي غراهام الجميع على إدانة تصريحات دونالد ترامب.
أما جيب بوش الساعي هو الآخر للفوز بترشيح الجمهوريين، فقال "إن دونالد ترامب مصاب بلوثة، ومقترحاته لا تتصف بالجدية."
وقال مدير حملة ترامب كوري لوفاندوفسكي ردا على سؤال حول ما اذا كان مقترح المرشح ينطبق فقط على المهاجرين ام انه سيشمل كل المسلمين من طلاب وسائحين وغيرهم بالقول "الكل."
وفيما وصفت هيلاري كلينتون التي تصدر السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي طرح ترامب بأنه "مستهجن وتقسيمي ومتعصب"، قالت الكاتبة المحافظة آن كولتر مؤيدة "الى الامام يا ترامب."
وهاجم نهاد عواد، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الامريكي الاسلامي، ترامب بالقول "هذا تصرف شنيع من شخص يود تسنم اعلى منصب في البلاد. انه تصرف اهوج وغير امريكي. إن دونالد ترامب يشبه زعيم عصابة للشنق اكثر منه زعيما لأمة عظيمة كأمتنا."
ومن جانبه، حذر احمد شديد، مدير المركز الاسلامي في جيرسي سيتي بأن تصريحات ترامب "تعطي الآخرين الحق في ايذائنا."
وقال "اطلب منه، بل اتوسل اليه، ان يكف عن توجيه هذه الاتهامات."
يذكر ان ترامب ما زال يتقدم قائمة الساعين للترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فيديو قد يعجبك: