هل من الأفضل إدراج فترة عمل قصيرة في سيرتك الذاتية أم تجاهلها؟
لندن (بي بي سي)
كنت تشغل وظيفة مهمة، وكانت لديك فيها مسؤوليات أكثر من أي وقت مضى، وتعلمت منها أكثر مما كنت تتخيل. وفجأة باعت الشركة ذلك القسم الذي كنت تديره، ووجدت نفسك بلا عمل. فماذا تفعل؟ وهل بإمكانك أن تدرج تلك الفترة القصيرة البالغة ثلاثة أشهر فقط في سيرتك الذاتية، أم تتجاهلها؟
في الغالب، يكون الجزء الأصعب في كتابة السيرة الذاتية هو تحديد ما ينبغي عليك أن تدرجه فيها وما لا ينبغي، ولا سيما الجزء المتعلق بتلك الوظائف التي عملت فيها لفترات قصيرة.
تقول الحكمة التقليدية إن الأمر لا يستحق أن تضع مثل تلك الفترة في سيرتك الذاتية وأن تتكبد عناء شرح الأسباب التي أدت لترك تلك الوظيفة.
لكن ذلك ربما لن يصبح الطريقة المثلى بعد ذلك.
وتقول ليزا رانغل، المديرة بشركة "تشاميلون ريسوميز إل إل سي" في نيويورك، وهي شركة متخصصة في مجال التوظيف "في عالم اليوم المتعلق بمراجعة خلفية الموظفين، يستطيع أي شخص البحث على الإنترنت عبر موقع غوغل عن أي شيء، وخاصة في عالم اليوم الذي أصبحت فيه المعلومات متاحة، وبالتالي إذا تجاهل الشخص ذكر بعض المعلومات في سيرته الذاتية فهذا لا يعني أنها ستظل مجهولة."
واكتشاف تلك المعلومات قد يضع مصداقيتك موضع التساؤل لدى صاحب العمل. فمن الأفضل أن تكون مباشرا وأمينا، وإذا قررت ألا تدرج وظيفة ما في سيرتك الذاتية، فعليك أن تذكرها أمام صاحب العمل على الأقل حتى لا تسبب لك حرجا في وقت لاحق في العمل.
ويضيف رانغل أنه إذا كانت خبرتك إيجابية في الوظيفة التي تركتها، فيمكنك أن تستفيد من تلك الفرصة لتظهر كيف أنك كنت قادرا على التعامل مع الأوقات الصعبة.
وتقول كارين هارت، المدير التنفيذي لإحدى مؤسسات إعداد القادة بمدينة بالتيمور في أمريكا، إن بعض الأشخاص في ذلك المكان يمكن أن يكونوا مرجعا لك فيما بعد.
وتضيف "قد تكون هذه طريقة رائعة لإظهار الطبيعة الإيجابية لفترة عملك القصيرة هناك".
وقد يكون السبب الذي دعاك لترك العمل في مكان ما ليس سببا إيجابيا، لكن ذلك لا يعني أيضا أنك يجب أن تخفي عملك في ذلك المكان. فقط أدرجه في سيرتك الذاتية، وكن مستعدا لتوضيح ما حدث إذا ما سألك أحد عن ذلك.
ويضيف رانغل: "كن دبلوماسيا، وقدم نبذة عن سبب تركك لذلك العمل، وصِف ما تعلمته عن نفسك من تلك التجربة، واستخدم بشكل مثالي تلك الخبرات التي يمكن أن تكمل لديك ما تحتاج إليه في مكان العمل الجديد."
فعلي سبيل المثال، إذا تركت وظيفة بسبب أنك لم تستطع أن تعمل فيها لمدة 20 ساعة إضافية كل أسبوع، وكان صاحب العمل يريد منك فقط أن تعتمد على ذلك النظام في العمل لساعات إضافية، "فقد يكون ذلك سببا وجيها أدى إلى المشكلة التي تركت على إثرها ذلك العمل،" وفقا لرانغل.
"صفها بصدق"
إن كانت طبيعة العمل من نوع الوظائف المؤقتة أو التعاقدية، فسوف تحتاج إلى الإشارة إلى ذلك في سيرتك الذاتية في مرتبة تلي المسمى الوظيفي، كما يلزم إن تدرجت في تولي أدوار وظيفية خلال التعاقد أن تحدد مسميات تلك الأدوار في قسم واحد بصورة مباشرة دون شرح، مع الإشارة إلى الفترة الزمنية التي أديت فيها مهام عملك.
ويمثل تجميع الأدوار المؤقتة والتعاقدية طريقة "أكثر جذبا للعين، كما أنها تقلل من فرصة التغاضي عن قراءتها" مقارنة بوضعها في قائمة واحدة بشكل منفصل.
ويقول تشالوت هاغارد، مؤلف وخبير في الوظائف التنفيذية في استكهولم، إن ثمة خيارا آخر يتمثل في تجميع العمل المؤقت في شكل مشروع واحد. عليك أن تسأل نفسك السؤال التالي: هل ساعد العمل في بناء سمعة مهنية لك؟
وأضاف هاغارد :"إذا طرحت التساؤلات وتبين أن العمل لم يضف لك شيئا، فعليك أن تستبعده. لكن إن أضاف شيئا ما بسبب إنجاز يستحق، وأفضى إلى بناء سمعة شخصية لك، فعليك أن تدرجه، لكن في ذات الوقت عليك أن تسأل وتجيب عن أسباب انتهاء هذا العمل بسرعة."
يقول جورج ستيغمان، مدير إدارة شركة كيندي للبحوث والتوظيف ومقرها باريس، إن إدراج وظيفتين قصيرتي الأجل في السيرة الذاتية أمر مناسب، لكن إدارج قائمة بوظائف كثيرة من هذا النوع ينطوي على بعض المخاطر.
وأضاف :"(بوصفنا شركة توظيف) فنحن نبني صورة للمستقبل بناء على ما تحقق في الماضي. فإن كان المرشح للوظيفة لم يقض أكثر من ستة أشهر في أي من الوظائف الثلاثة الأخيرة، فلماذا سيقضي فترة أطول في هذه الوظيفة الجديدة؟"
مع مرور الوقت واكتسابك خبرات أخرى أطول عمرا، لا ينبغي لك أن تدرج أعمالا قصيرة في سيرتك الذاتية.
وتقول هارت :"وجود فجوة لمدة شهرين ليست بالأمر المهم، وباستطاعتك دوما أن تفسر ذلك أثناء المقابلة الشخصية."
عليك أن تسعى إلى التركيز على المجالات الأخرى في سيرتك الذاتية بطريقة تجعلهم يغفلون التركيز على أي أشهر صعبة.
وتضيف هارت :"ركز على إبراز عامل واحد فريد ومشوق يميزك عن أي شخص أخر ينجز مثل هذا النوع من العمل".
فيديو قد يعجبك: