من يفوز بأغرب موسم في الدوري الإنجليزي الممتاز؟
لندن (بي بي سي)
أصبح من الصعب على أي شخص التنبؤ بنتائج الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، في ظل انهيار فريق تشيلسي حامل اللقب وصعود نادي ليستر سيتي لصدارة ترتيب الجدول.
وارتقى نادي واتفورد الصاعد حديثا للدوري الإنجليزي للمركز السابع تحت قيادة مديره الفني كيكي فلوريس، كما حقق نادي بورنموث الفوز على تشيلسي ومانشستر يونايتد في آخر مباراتين له في المسابقة، وهو ضمن ما يجعل الموسم حتى الآن قصة غير متوقعة.
وفي ظل عدم قدرة أي فريق على إحكام السيطرة على مقدمة المسابقة بفارق كبير عن باقي المنافسين، يبدو من المستحيل التنبؤ بما لا يمكن التنبؤ به. ويجعلنا هذا نطرح التساؤلات التالية:
من الذي سيتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟
كنت أرشح تشيلسي قبل انطلاق المسابقة للاحتفاظ باللقب، ولم يتوقع أي شخص هذا التدهور الكبير في النتائج والذي جعل الفريق يقف على بعد نقطة واحدة فقط من منطقة الهبوط ويحتل المركز السادس عشر بعد الهزيمة بهدفين مقابل هدف وحيد أمام ليستر سيتي.
وبعد مرور سبعة أشهر فقط من حصول المدير الفني للبلوز جوزيه مورينيو على لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة مع تشيلسي وتجديد تعاقده مع النادي لأربع سنوات مقبلة، أصبح المدرب البرتغالي يقاتل من أجل الاحتفاظ بمنصبه وتصحيح الأخطاء.
إذا لن يحصل تشيلسي على البطولة هذا الموسم. وبالرغم من صعود ليستر سيتي إلى مقدمة جدول ترتيب المسابقة خلال الأشهر الماضية فمن الصعب للغاية تخيل أن يحصل لاعبي المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري على البطولة.
ويعني هذا أن اللقب سيكون في واقع الأمر من نصيب مانشستر سيتي، الذي حصل على البطولة مرتين خلال السنوات الأخيرة، أو أرسنال الذي يتحسس طريقه للظفر باللقب للمرة الأولى منذ عام 2004.
وفي ظل عدم تقديم مانشستر سيتي لأداء ثابت خلال الموسم الحالي، فلن يجد أرسنال ومديره الفني أرسين فينغر فرصة أفضل من هذه للتخلص من الضغوط الكبيرة التي يواجهها الفريق خلال هذه السنوات العجاف التي لم يحصل فيها على البطولة.
وإذا لم يحصل المدفعجية على اللقب هذا الموسم، فإنهم بذلك سوف يهدرون فرصة ثمينة قد لا تتاح لهم في قريبا.
والسؤال الآن هو: هل يمكن الثقة في الفريق في ظل استمرار الضغوط؟
التاريخ يقول إن الفريق قد لا يحسن استغلال مثل هذه الفرصة، في حين يمكن لمانشستر سيتي، إذا لم يفقد خدمات سيرجيو اجويرو وفينسنت كومباني ودافيد سيلفا لفترات طويلة، أن يعود لمنصة التتويج مرة أخرى.
تقول العاطفة إن مبادئ فينجر سوف تسود أخيرا. لكن العقل يقول إن مانشستر سيتي ستكون حظوظه أكبر في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة خلال خمسة مواسم.
وخلال 23 موسما في الدوري الإنجليزي الممتاز، تمكن الفريق الذي ظل في مقدمة ترتيب الدوري بعد 16 مباراة من الفوز باللقب 14 مرة. ولكن ماذا سيقول التاريخ خلال الموسم الحالي؟ هذا ما يود ليستر سيتي معرفته.
هل يُنهي ليستر المسابقة ضمن المراكز الأربعة الأولى؟
أصبح ليستر سيتي حديث الجميع خلال الموسم الحالي، بالإضافة إلى مهاجمه جيمي فاردي الذي حقق رقما قياسيا جديدا بتسجيله في 11 مباراة متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهنا أود أن اعترف بشيء وأعتذر في الوقت نفسه، لأنني كنت أشعر أن تعيين رانييري مديرا فنيا للفريق لن يحقق نتائج إيجابية وسوف يؤدي إلى هبوط الفريق في نهاية الموسم، لكنني كنت مخطئا للغاية بكل تأكيد.
قد لا يعتقد أشد المتحمسين للفريق أنه قادر على الفوز باللقب، بالرغم من الأداء القوي الذي جعله يحتل صدارة جدول الترتيب.
وإذا كان الواقع يقول إن ليستر لن يفوز باللقب، بالرغم من أنه بدأ الموسم بنتائج هي الأفضل خلال تاريخه الممتد على مدار 131 عاما، فإن السؤال الآن هو: هل يمكن للفريق أن يحافظ على نفس الأداء وينهي الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى التي تؤهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم؟
وأقول مرة أخرى، وهذا ليس تقليلا من ليستر سيتي، إن هناك صعوبة كبيرة للغاية في تحقيق ذلك.
وإذا كان الفريق يسعى لتحقيق ذلك فعلى نجميه، اللذين وصفهما رانييري بأنهما ''حبات اللؤلؤ التي تزين العقد'' – الجزائري رياض محرز والإنجليزي جيمي فاردي – أن يتجنبا الإصابات.
كما حذر المدير الفني الإيطالي الأندية الأخرى بالابتعاد عن نجميه خلال فترة الانتقالات الشتوية.
ويتعين على رانييري أيضا أن يقرر ما إذا كان سيتبع سياسة ''التدوير'' لكي يحمي فريقه من الإرهاق، وما إذا كان سيتعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم صفوف فريقه.
واشتهر رانييري بتغييره لتشكيلة الفريق بصورة مبالغ فيها عندما كان يقود تشيلسي في السابق، لكنه بدد هذه الصورة ولم يجر سوى 13 تغييرا فقط في فريقه هذا الموسم، وهو نفس عدد التغييرات التي حدثت أيضا في نادي واتفورد، الذي كان مفاجأة أيضا خلال الموسم.
أشعر بالأسف لأن أقول إن فرص ليستر سيتي لإنهاء المسابقة ضمن المراكز الأربعة الأولى ستكون صعبة، لكن يمكن للفريق اللعب في المسابقات الأوروبية، وهو ما سيكون بمثابة إنجاز عظيم في حقيقة الأمر.
ما مصير تشيلسي؟
لن يتمكن الفريق بأي حال من الأحول من إنهاء المسابقة قريبا من المراكز الأربعة الأولى، وربما المراكز العشرة الأولى إذا استمر في تقديم نفس الأداء. وسيكون من الصعب أيضا التغلب على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
وبالرغم من ذلك، يضم الفريق عددا من المواهب القادرة على إعادة الفريق إلى الانتصارات، عاجلا أو آجلا.
وبات الجمهور يمزح الآن ويتساءل عن الفرق التي فازت باللقب في موسم ثم هبطت في الموسم التالي. وهذا بالطبع لن يجعل مالك النادي رومان ابراموفيتش سعيدا.
سوف يلعب تشيلسي المباراتين القادمتين على ملعبه أمام سندرلاند وواتفورد، لكن ملعب ''ستامفورد بريدج'' لم يعد ضامنا لتحقيق الفوز. وبعد ذلك سيخرج الفريق لمواجهة مانشستر يونايتد وكريستال بالاس. فهل يحصل الفريق على الثقة خلال هذه المباريات ويعود إلى نغمة الانتصارات؟
التاريخ يقول إن 96 ناديا في الدوري الإنجليزي الممتاز حصلوا على 15 نقطة أو أقل خلال أول 16 مباراة، وهبط 50 فريقا منها إلى القسم الثاني.
وكان المركز المتوسط لهذه الأندية هو المركز السابع عشر، في حين نجح فريقان فقط في إنهاء الموسم ضمن النصف الأول من جدول الترتيب، وهما: كريستال بالاس في الموسم الماضي (المركز العاشر)، وفولهام في موسم 2010-2011 (المركز الثامن).
ومازال على البلوز أن يلعبوا خارج أرضهم أمام أرسنال وليفربول، لكن الفريق فقد الهالة التي كانت تحيط به في السابق. صحيح أنه يمكن لتشيلسي العودة وإنهاء المسابقة ضمن المراكز العشرة الأولى، لكن لا يمكن التنبؤ بأن الفريق سيلعب في المسابقات الأوروبية الموسم المقبل.
ما هي الفرق التي ستهبط؟
من المرجح أن يكون أستون فيلا ضمن الأندية الهابطة في نهاية الموسم، لاسيما وأن الفريق لم يعد لديه الحافز ولا الثقة، بالإضافة إلى أنه لم يحصل إلا على ست نقاط فقط من 16 مباراة.
ويبدو أن نوريتش سيتي يعاني هو الآخر، بالرغم من تحقيق التعادل على ملعبه أمام أرسنال وإيفرتون في الآونة الأخيرة. أما الفريقان الآخران المرشحان للهبوط فهما نيوكاسل يونايتد ووست هام يونايتد.
من سيكون هداف المسابقة؟
كفة الترشيحات مرجحة لصالح سيرجيو اجويرو مهاجم مانشستر سيتي. لكن الإصابات التي تعرض لها خلال الموسم الحالي جعلت مهاجم ليستر سيتي فاردي ولاعب إيفرتون روميلو لوكاكو يحتلان صدارة الهدافين برصيد 15 هدفا و12 هدفا على التوالي.
وتمكن فاردي من إحراز هذه الأهداف بفضل سرعته وتحركاته ولمسته الأخيرة أمام المرمى. ومن المؤكد أن تشيلسي ومورينيو يندمان الآن على التفريط في لوكاكو (22 عاما) مقابل 28 مليون جنيه استرليني (42.15 مليون دولار) عام 2014، لاسيما وأنه يملك خليطا من القوة والسرعة والإمكانيات الهائلة.
ولو استمر فاردي في تقديم الأداء القوي نفسه وواصل ليستر عروضه الرائعة فسيتمكن من الحصول على لقب الهداف، لكن لوكاكو سيكون قريبا للغاية منه.
من الذي سيحقق نتائج جيدة في دوري أبطال أوروبا؟
من المرجح أن يكون مانشستر سيتي صاحب الحظوظ الأكبر في دوري أبطال أوروبا. لكن السؤال هو إلى أي مدى يمكن لفريق المدرب مانويل بلجريني التقدم في البطولة التي أذاقتهم المر.
وبفضل احتلال صدارة ترتيب مجموعتهم، أهدتهم القرعة مواجهة أمام دينامو كييف الأوكراني في دور الستة عشرة، بينما يصطدم أرسنال وتشيلسي ببرشلونة وباريس سان جيرمان على الترتيب.
وفي المستوى الحالي لأرسنال، وبالرغم من الأداء الرائع في بعض المناسبات، من المستحيل الدفع بأسباب قوية لعبور المدفعجية أو البلوز.
سيصل مانشستر سيتي إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، وربما يكون الأكثر صمودا بين فرق النخبة الإنجليزية.
فيديو قد يعجبك: