مايكروسوفت تواجه تحقيقا لمكافحة الاحتكار في الصين
بدأت هيئات رقابية صينية تحقيقا لمكافحة الاحتكار ضد شركة مايكروسوفت، في أحدث خطوة تتخذها الصين لمكافحة الاحتكار ضد شركات أجنبية تعمل على أراضيها.
وقال مكتب الإدارة الرسمية للصناعة والتجارة فى الصين إن مايكروسوفت لم تكشف بالكامل عن المعلومات بشأن أنظمة التشغيل الخاصة بها أو برنامج الأوفيس.
وزار محققون صينيون مكاتب مايكروسوفت في الصين خلال الأيام الأخيرة.
وكانت الصين أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستحظر استخدام الهيئات الحكومية لنظام تشغيل ويندوز 8، أحدث أنظمة التشغيل من إنتاج مايكروسوفت.
وتأتي هذه الزيارات إلى مكاتب مايكروسوفت بعد أيام فقط من إعلان مكتب رقابة وتفتيش الأسعار ومكافحة الإحتكار أن شركة كالكوم، واحدة من أكبر شركات تصنيع رقائق الهواتف المحمولة في العالم، لجأت إلى الاحتكار في تسوية رسوم الترخيص الخاص بها.
وقال المكتب في بيان على موقعه الإلكتروني إنه يجري تحقيقات مع نائب رئيس مايكروسوفت وكبار المديرين وأنه قام بعمل نسخ من البيانات المالية للشركة وعقودها.
ومايكروسوفت واحدة من أكبر الشركات الأمريكية التي تخضع للرقابة الصينية في الوقت الذي تشدد فيه الصين إجراءات الرقابة في محاولة على ما يبدو لحماية الشركات والعملاء المحليين.
وأوضح المكتب أنه حصل على وثائق ورسائل بريد إلكتروني وبيانات أخرى من حواسيب وخوادم مايكروسوفت، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من استكمال التحقيق لأن مايكروسوفت قالت إن بعض موظفيها الرئيسيين غير موجودين في الصين.
وذكر البيان أن مايكروسوفت يشتبه في أنها انتهكت قانون مكافحة الاحتكار منذ يونيو/حزيران العام الماضي على خلفية مشاكل تتعلق بإقرار حزم البرمجيات والوثائق بصورة رسمية.
وجاء هذا الإعلان من مكتب مكافحة الاحتكار، وهو واحد من ثلاث جهات رقابية لمكافحة الاحتكار في الصين، بعدما اقتحم مسؤلوا المكتب باقتحام مقرات ميكروسوفت في بكين وشنغهاي وغوانغتشو وشينغدو.
وذكرت مايكروسوفت الاثنين إن مسؤولين زاروا مكاتبها وأن الشركة كانت على استعداد للرد على أسئلة الحكومة ، وهو البيان الذي كررته الشركة بعد إعلان المكتب الثلاثاء.
وأشار المكتب إلى أن هذه المداهمات جاءت عقب تقارير من شركات أخرى، لم يكشف المكتب عنها.
لكن هذا التحقيق يكتنفه الغموض، إذ يتساءل خبراء في قطاع التكنولوجيا ومحامون عن التجاوزات التي قد تكون ارتكبتها مايكروسوفت في الصين، حيث أن حجم أعمالها متواضع.
وتقوم مايكروسوفت بالفعل بمجموعة واسعة من العمليات في الصين، من بينها أنشطة البحث والتطوير بالإضافة إلى فرق تعمل على منتجات لنظامها التشغيلي ويندوز وبرنامج اوفيس بالإضافة إلى الخوادم وبرامج الترفيه ومكونات الكمبيوتر.
لكن أرباحها في الصين، التي لا تدرجها في تفاصيل بياناتها المالية، متواضعة جدا.
وأفادت تقارير أن الرئيس السابق لمايكروسوفت ستيف بالمر أبلغ الموظفين في عام 2011 بأن القرصنة تسببت في تراجع إيرادات مايكروسوفت في الصين لمعدلات أقل من هولندا، بالرغم من أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر كانت تعادل المبيعات داخل الولايات المتحدة.
وحثت غرفة التجارية الأمريكية في وقت سابق من هذا العام واشنطن على تبني موقف متشدد إزاء بكين بسبب لجوء السلطات الصينية بصورة متزايدة إلى قواعد مكافحة الاحتكار المعمول بها منذ ست سنوات، مشيرة إلى تزايد القلق بين الشركات الأمريكية .
وتوترت العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة مؤخرا بسبب الخلافات بشأن سرية البيانات.
ودعت وسائل إعلام رسمية صينية إلى فرض عقوبة مشددة ضد شركات التكنولوجيا بسبب مساعدتها الحكومة الأمريكية على سرقة أسرار ومراقبة الصين في أعقاب المعلومات التي كشف عنها موظف الاستخبارات السابق ادوارد سنودن.
وزادت حدة التوترات في مياو/أيام حينما اتهمت وزارة العدل الأمريكية خمسة من أفراد الجيش الصيني باختراق أنظمة شركات أمريكية لسرقة بيانات تجارية.
وسيمثل أي تحقيق محتمل في الصين انتكاسة جديدة لمايكروسوفت في هذا البلد، الذي يعد سوق نمو رئيسية لشركات التكنولوجيا العالمية.
فيديو قد يعجبك: