الرئيس الأوكراني يصف الاستفتاء في دونيتسك ولوهانسك بـ"المهزلة الدعائية"
لندن – (بي بي سي):
انتقد رئيس أوكرانيا المؤقت الاستفتاء الذي أجراه المتمردون في منطقتين شرقي البلاد واصفا إياه بأنه "مهزلة دعائية بلا أساس قانوني" تهدف إلى التغطية على جرائم خطيرة.
وقال أوليكسندر تورتشينوف الاثنين أمام البرلمان الأوكراني إن "ما يسميه الإرهابيون استفتاء ليس سوى دعاية للتغطية على القتل، والخطف، والعنف، وجرائم خطيرة أخرى".
وأضاف الرئيس المؤقت أن "النتيجة القانونية" الوحيدة المترتبة على استفتاء الأحد هي تقديم من دعوا إليه إلى العدالة.
لكنه أعاد تأكيد رغبته في "استمرار الحوار مع من يوجدون في شرق أوكرانيا، ممن لم تلطخ أيديهم بالدماء، ومن يستعدون للدفاع عن أهدافهم بطريقة قانونية".
وكان رئيس لجنة الانتخابات التابعة للانفصاليين في منطقة دونيتسك الأوكرانية قد قال الأحد إن نحو 90 في المئة من الناخبين في المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا صوتوا لصالح حق تقرير المصير.
وأضاف رومان لياجين لرويترز في اتصال هاتفي ردا على سؤال عن النتيجة "89 في المئة .. هذا كل شيء".
ودونيتسك هي المنطقة الأكبر بين منطقتين في شرق أوكرانيا أجرى الانفصاليون فيهما استفتاء على حق تقرير المصير.
وأعلنت حكومة كييف المؤيدة للغرب والاتحاد الأوروبي أن الاستفتاء غير شرعي.
وكانت التقارير رصدت آلاف الناخبين في طوابير طويلة أمام عدد محدود من مراكز الاقتراع في منطقتي دونتسك ولوهانسك.
ونقلت عن زعماء الانفصاليين قولهم إن نسبة التصويت تجاوزت 70 في المئة في المنطقتين.
ونظم الانفصاليون الموالون لروسيا الاستفتاءين من أجل "حق تقرير المصير" في خطوة قد تؤدي إلى طلب الانضمام إلى روسيا فيما بعد.
وقد أدانت الحكومة الأوكرانية والبلدان الغربية هذه الخطوة.
وجرى الاستفتاءان بالرغم من دعوة الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، إلى تأجيلهما.
ولا يزال المسلحون الذين يحتلون المباني الحكومية في شرقي أوكرانيا يخوضون اشتباكات مع القوات الأوكرانية التي تسعى لبسط سيطرتها على هذه المنشآت.
وتفيد تقارير بأن اشتباكات عنيفة دارت خلال الليل في ضواحي مدينة سلوفينسك التي يسيطر عليها الانفصاليون، والتي لا تزال تحت حصار القوات الحكومية، التي تقول إنها تنفذ عملية "ضد الإرهاب".
وقال مسؤولون إن 7 أشخاص قتلوا في اشتباكات شهدتها الجمعة مدينة ماريوبول الساحلية.
سؤال واحد
وطبع الانفصاليون ملايين من أوراق الاقتراع التي تتضمن سؤالا واحد وهو "هل تؤيد حق تقرير المصير لجمهورية دونتسك وجمهورية لوهانسك؟"
وألمح الانفصاليون إلى أنهم ينوون تنظيم جولة ثانية من الاستفتاء في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن الانضمام إلى روسيا، مضيفين أنهم سيقاطعون الانتخابات الرئاسية التي ستنظم يوم 25 مايو الحالي.
وتقول مراسلة بي بي سي في دونتسك، سارة رينزفورد، إن استفتاء الأحد لا يشرف عليه مراقبون مستقلون أو دوليون.
وأقر الرئيس المؤقت لأكرانيا، أولكسندر تورشينوف، بأن العديد من مواطني شرقي أوكرانيا يدعمون الانفصاليين الموالين لروسيا.
وحذر الرئيس الأوكراني من أن الاستفتاءين يشكلان "خطوة نحو الهاوية".
وأدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاستفتاءين في ظل مخاوف من انزلاق أوكرانيا إلى حرب أهلية.
وخلص مركز بيو المتخصص في استطلاعات الرأي إلى أن 70 في المئة من الأوكرانيين بمن فيهم المواطنون في الشرق يرغبون في البقاء ضمن دولة موحدة بالرغم من المخاوف المتعلقة بنظام الحكم ومبادئ العدالة.
وكان الرئيس بوتين قد دعا من قبل إلى تأجيل الاستفاء بهدف توفير الأسباب الضرورية لإجراء حوار بين الفرقاء السياسيين في أوكرانيا.
قوات روسية
وكانت روسيا تحشد نحو 40 ألف جندي روسي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا لكن موسكو تقول إنها لا تنوي السماح لقواتها بالعبور إلى أوكرانيا.
وبالرغم من أنها تقول إنها سحبت جنودها من منطقة الحدود، فإن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يقول إنه لا يملك أدلة على ذلك.
وحذر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل السبت من أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض مزيدا من العقوبات على روسيا إذا لم تنظم الانتخابات الرئاسية المقررة في أواخر هذا الشهر.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضتا عقوبات على شركات ومسؤولين لهم صلة بالرئيس الروسي بوتين.
ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
وكان الاتحاد قد ندد بالاستفتاء الذي جرى في شرق أوكرانيا واصفا له بأنه غير قانوني، ومحذرا بأنه لن يسمح بأي عرقلة لانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها أواخر هذا الشهر.
ويتوقع أن يبحث وزراء الخارجية توسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا بسبب قبولها ضم شبه جزيرة القرم إليها بعد الاستفتاء الذي جرى هناك.
فيديو قد يعجبك: