سوتشي تستعد لافتتاح الأولمبياد الشتوية وسط مخاوف أمنية
ُتفتتح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية يوم الجمعة في منتجع سوتشي الساحلي الروسي، حيث يتنافس حوالي 2900 لاعب في 15 لعبة للحصول على 98 ميدالية.
وتحاط الأولمبياد بأجواء من الإجراءات الاحترازية الأمنية ومخاوف من المنظمات الحقوقية وتأخر في التجهيزات، لكنها تعتبر الدورة الأكثر تكلفة في تاريخ الأولمبياد الشتوية، حيث بلغت تكلفتها 30 مليار جنيه استرليني، متجاوزة جميع الدورات السابقة مجتمعة.
ومن أبرز المرشحين لحصد ميداليات الأولمبياد فرق كندا والنرويج والولايات المتحدة، بينما يسعى الفريق البريطاني للفوز بثلاث ميداليات على الأقل، وأكثر من ذهبية، وهو ما سيكون الأداء الأفضل لبريطانيا منذ عام 1936.
ويقول مايك هاي، رئيس البعثة البريطانية، إن المنافسة في الألعاب الشتوية تضم عددًا من الرياضيين البارزين، لكننا فريق قوى على مستوى الكثير من الألعاب، أكثر من ذي قبل. كما نثق في أداءنا وفي الروح المعنوية السائدة في معسكر الفريق.
ويقع الفريق الروسي تحت ضغط لتحسين أداءه، بعد أن احتل المرتبة 11 في الأولمبياد الأخيرة في فانكوفر بكندا.
كما أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها روسيا الأولمبياد منذ دورة الألعاب الصيفية في روسيا عام 1980 والتي دعت الولايات المتحدة لمقاطعتها ردا على اجتياح القوات السوفيتية لأفغانستان.
وكانت روسيا قد خصصت مبلغ 600 مليون جنيه استرليني لفرق الألعاب الأولمبية فور الإعلان عن فوزها باستضافة الألعاب منذ سبعة أعوام. وتركز روسيا اهتمامها على فريق الرجال لهوكي الجليد، والذي يسعى للفوز بأول ذهبية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي (رغم فوز فريق يمثل اللاعبين الروس بذهبية عام 1992).
كما تعافى بطل التزلج إفجيني بلوشينكو من إصابته، إلا أنه يواجه تحديا كبيرا في الفوز بميدالية.
وزادت الاحتياطات الأمنية في سوتشي مع بدء توافد اللاعبين والإعلاميين، حيث وردت العديد من التهديدات في الشهور الأخيرة، تضمنت مطالبات من جماعة إمارة القوقاز بوقف الأولمبياد، بالإضافة إلى وقوع تفجيرات انتحارية في مدينة فولغوغراد المجاورة.
كما حذرت الولايات المتحدة من احتمال وجود قنابل في معجون للأسنان على متن طائرات.
كما وجد الصحفيون غرف الفنادق وغيرها من الخدمات بلا أثاث، وذلك لضيق وقت المنظمين للانتهاء من أعمال البناء، في حين تم الانتهاء من الخدمات المتعلقة بالألعاب بشكل أبهر اللاعبين.
ويرجع المعارضون السياسيون والمحللون في روسيا تأخر إقامة الألعاب إلى الفساد، بالنظر إلى التكلفة الفعلية للألعاب، حيث يرون أن الفساد التهم الكثير من ميزانية الألعاب التي تفوق ميزانية أولمبياد لندن 2012 ثلاث مرات.
في حين يقول المنظمون إن مبلغ 30 مليار جنيه استرليني مبالغ فيه، حيث أنه يشمل البنية التحتية التي كان سيتم بناؤها في كل الأحوال.
ويؤكدون أن الرقم الحقيقي هو حوالي 4.3 مليار جنيه استرليني، وقال رئيس اللجنة الأولمبية، ألكسندر زوكوف، إن السلطات لم تكشف أية قضايا فساد .
وسيقوم لاعب التزلج السريع على الجليد، جون إلي، برفع علم بريطانيا أثناء حفل الافتتاح، الذي سيضم حوالي عشرة آلاف مشارك.
كما سيضم الاستاد الأولمبي الأول في سوتشي حوالي 40 ألف متفرج، وهي السعة الكاملة للاستاد، بينما من المتوقع أن تخلوا بعض المقاعد مع بدء الاحتفال.
وقبل أسبوعين من بدء الألعاب، أعلنت اللجنة المنظمة عن بيع حوالي 70 في المئة من التذاكر، في حين باعت أولمبياد فانكوفر 2010 حوالي 97 في المئة من التذاكر، وحققت أولمبياد لندن 2012 رقمًا مقاربًا.
ولأول مرة منذ 30 عامًا، بدأت الألعاب قبل حفل الافتتاح، حيث وصل البريطاني جايمي نيكولس إلى نهائيات لعبة لوح التزلج للرجال يوم الخميس.
كذلك تظهر بعض الألعاب لأول مرة في هذه الدورة، منها القفز على الثلج للسيدات، والزلاجات الظهرية ولعبة بياثلون والتي تتضمن ثنائية الرماية والتزلج للمسافات البعيدة.
وسيتم تحديد الفائزين بأول ميداليات البطولة يوم السبت، والتي تضم خمس ميداليات ذهبية في ألعاب بياثلون والتزلج للمسافات الطويلة والتزلج الحر ولوح الثلج والتزلج السريع.
فيديو قد يعجبك: