لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

علامات الإرهابي الفارقة وهواجس اللبنانيين

11:10 ص الأحد 26 يناير 2014

علامات الإرهابي الفارقة وهواجس اللبنانيين

بيروت – (بي بي سي):
اللحية طويلة مرخية وقميص أبيض طويل اشبه بالجلباب وسيارة غريبة عن المنطقة سائقها يتكلم على الهاتف. اجتمعت هذه المواصفات بشخص واحد رأى فيه الأمن تشخيص الإرهابي المثالي ولكن مع فارق وحيد أنه مغني هيب هوب.

أثارت حادثة اعتقال المغني حسين شرف الدين المسمى بالواعظ preacherman ضجة في لبنان للاشتباه في أنه إرهابي ظنت قوى أمنية أنه كان ينوي القيام بعملية انتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ألقي القبض على شرف الدين وحققت معه وحدة مكافحة الإرهاب قبل أن يطلق سراحه.

"إنها اللحية"، يقول شرف الدين مشيرا إلى اعتقاده بأنه اعتقل بسبب مظهره. "لم يقدموا لي سببا وجيها لاعتقالي ولكن أعتقد أنها اللحية كما أنني كنت أتكلم على الهاتف فظن رجل الأمن أني أتلو دعاء الجهاد".

يعزو شرف الدين حادثة اعتقاله إلى الجهل والطائفية وإلى الأوضاع الأمنية المتوترة التي تفرض أجواء من الخوف في هذا البلد. إلا أن الارتياب من اللحى الطويلة ليس الشكل الوحيد لحالة الخوف الأمني الذي يعيشه اللبنانيون بعد تكرار التفجيرات الانتحارية في البلاد.

"نخرج من منازلنا دون أن ندري ما إذا كنا سنعود إليها أحياء أو أمواتا" يقول رجل تجاوز الستين من العمر. فالواقع أن اللبنانيين باتوا يفكرون مرتين قبل التوجه إلى مناطق معينة كالضاحية الجنوبية لتي أضحت هدفا واضحا لهذه العمليات الدموية.

كما أنه بات هناك ما يشبه الهوس الوسواسي لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين من السيارات، وتحديدا من نوع معين من السيارات استخدم في أكثر من عملية انتحارية. فقد أصبحت أي سيارة مجهولة تثير الريبة ليس فقط عند المواطنين بل أيضاً عند القوى الأمنية التي تشتبه أحيانا في أي سيارة مركونة قبل ان تكتشف أنها خالية من المتفجرات.

"حلمت أمس أن سيارتي سرقت من اجل استخدامها في عملية تفجيرية"، تكشف إحدى السيدات مبتسمة. إلى هذا الحد بل وأكثر تسلل الخوف إلى النفوس لا سيما في ظل تزايد التهديدات من قبل مجموعات متعددة باستهداف مناطق في لبنان.

في هذا الاطار، عممت وزارة الداخلية اللبنانية توصيات تكرر في وسائل الإعلام وتهدف الى تهيئة اللبنانيين للتعامل مع التفجيرات المحتملة.

مغني راب ملتح
إلا أن الدليل الأوضح على مدى تخوف اللبنانيين من الحالة الأمنية قد يكون نسبة المشاهدة العالية التي تحظى بها برامج العرافين في البلاد. فهؤلاء لا يترددون في تقديم تنبؤات أمنية غالبا ما تحدث هزة في المجتمع. فالجمهور لا يستمع إليهم فقط بل يتأثر كذلك بما يقولونه.

في ظل هذه الحالة المشحونة، انتشر تطبيق على الهواتف الخليوية بعنوان Iam Alive مرتبط بحساب على تويتر. الغرض من التطبيق هو أن يتيح للناس في لبنان أن يطمئنوا أهلهم وأصحابهم عبر تويتر بأنهم نجوا من تفجير ما بعد حصوله ، وذلك على اعتبار أن شبكات الهواتف غالبا ما تتعطل ويصبح من الصعب التواصل عبر الهاتف.

بعيدا عن التجليات المختلفة لحالات الخوف، الصورة العامة في لبنان هي صورة قلق متنقل. لا يعني هذا أبدا أن الحياة توقفت أو ستتوقف هنا. هي فقط تشل يوم الانفجار ثم تستعيد سريعا نمطها السريع.. حتى الانفجار التالي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان