الجارديان: صور التعذيب في سوريا قد تؤدي إلى إجراء دولي
لندن – (بي بي سي):
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من القضايا العربية من أبرزها التقرير عن ما يزعم أنه صور سجناء عذبوا وقتلوا على يد النظام في سوريا والاستعدادات للمحادثات بشأن سوريا في جنيف بسويسرا.
البداية من صحيفة الجارديان ومقال لجونيثان فريدلاند بعنوان "الخطوط الحمراء الجديدة في سوريا: صور التعذيب الصادمة، مثل الهجوم الكميائي، قد تؤدي إلى إجراء دولي".
ويقول فريدلاند إن التحدي الذي يواجه السوريين، إلى جانب البقاء على قيد الحياة في الحرب الأهلية التي راح ضحيتها 130 ألف شخص، هو جذب اهتمام العالم إلى محنتهم. فقد استمر القتال والقتل على مدى شهور وشهور بينما غض العالم الخارجي الطرف، إما لانشغاله بقضايا أخرى أو لشعوره بالعجز.
ويضيف أن الأمر يتطلب أمرا فائق الخطورة والفداحة لإيقاظ العالم من سباته. في اغسطس الماضي استيقظ العالم بفعل الهجوم الكيمائي على إحدى ضواحي دمشق والذي راح ضحيته نحو 1400 شخصا.
ويقول فريدلاند والآن يأتي التقرير الذي أعده مدعون سابقون في المحكمة الجنائية الدولية والذي يقولون إنه يحوي أدلة دامغة على التعذيب والقتل الممنهج لنحو 11 ألف معتقل على يد النظام السوري.
ويتساءل فريدمان إذا كان ما حدث في ضاحية الغوطة في دمشق قد أخرج الرئيس الامريكي باراك اوباما عن صمته فقال إن خطا احمر قد تم تجاوزه مما قد يبرر عملا عسكريا، فماذا ستكون نتيجة التقرير الجديد.
ويقول فريدمان إن رغبة العالم للتدخل المسلح محدودة للغاية، فقد استبعده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر هزيمته على تصويت بشأن التدخل في مجلس العموم بعد هجوم الغوطة.
ويضيف أنه في مقابلة من العدد الحالي من مجلة نيويوركر قال أوباما "من الصعب جدا تخيل سيناريو كان سيؤدي فيه تدخلنا في سوريا إلى نتيجة أفضل".
ويقول فريدمان المأمول بدلا من التدخل العسكري هو تقدم دبلوماسي كبير. ويضيف أن محادثات جنيف 2، التي من المزمع ان تبدأ اليوم والتي، على حد قوله، تفسر توقيت نشر الصور والتقرير، لا يعول عليها كثيرا، خاصة اثر عدم توجيه الدعوة لإيران.
ويستدرك فريدمان قائلا إن النشاط الدولي الذي أعقب هجوم الغوطة ممكن أن يتكرر، ولكنه يقول إن العامل الرئيسي الآن هو موقف روسيا. فإذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن مصالحه لا يخدمها التأييد المستمر للرئيس السوري بشار الأسد، وأمره بوقف المذابح، فإن الأسد سيلتزم بذلك.
كيف هربت الصور
ومن صحيفة التايمز تقرير بعنوان "كيف هرب مصور للشرطة الصور الأدلة في التقرير".
ويقول توم كوجلان كاتب التقرير إن الأرشيف المصور المروع الذي يصور تعذيب ومقتل 11 ألف سجين سوري هرب خارج سوريا على مدار أشهر بواسطة مصور عمل لدى الشرطة السورية على مدار 13 عاما.
وغادر المصور الذي لقبه الفريق الذي فحص الصور باسم قيصر سوريا منذ عدة أشهر نظرا لعدم قدرته على تحمل عمله، وفقا لما قاله أحد المحامين البريطانيين الذين استجوبوه.
ويقول كوجلان إن قطر هي العقل المدبر للعملية الفائقة الترتيب لنشر الصور عشية محادثات سلام بشأن سوريا في جنيف. ويضيف أن قطر واحدة من أهم الدول التي تقدم إمدادات مالية للمعارضة المسلحة في سوريا.
وقال سير جيفري نايس أحد مدعي جرائم الحرب الذين كلفتهم قطر بمراجعة الادلة إن الفريق كان يشعر بالحذر والقلق إزاء الدور الذي تلعبه قطر في النزاع. وقال نايس "حرصنا على التأكد من عدم وجود ما يخل بالمصداقية".
ويقول كوجلان إن نايس، الذي كان ضمن فريق الادعاء في القضية ضد الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، كان معه في الفريق مدعيان سابقان آخران في محكمة جرائم الحرب وخبير في الطب الشرعي وخبير في التصوير الرقمي.
وأضاف أن الفريق تمتع بالحرية الكاملة للاطلاع على الأدلة والتحدث إلى قيصر على مدى عشرة أيام، وأن الأدلة شملت 26948 صورة على جهاز كمبيوتر هرب نحو 55 ألف صورة منها على شرائح ذاكرة.
وجاءت الصور من المستشفى العسكري الذي عمل فيه قيصر والذي لم يتم الكشف عن موقعه. وكانت الجثث مرقمة وفقا لنظام معقد يضمن عدم معرفة هوية المتوفي إلا من قبل المخابرات.
وقال قيصر للمحققين إنه كان يعمل مصورا لمسارح الجريمة قبل اندلاع القتال في سوريا، ولكن اثر اندلاعه اقتصر عمله على تصوير المحتجزين الذين قتلوا.
وقال نايس إن المحققين كانوا راضين عما خلصوا إليه على جميع الأصعدة وخلصوا إلى أن قيصر شاهد يوثق فيه ويعتد بشهادته.
منفعة لدبي
ننتقل الى صحيفة فاينانشال تايمز وتقرير لسايمون كير من دبي بعنوان "دبي تسعى للانتفاع من العلاقات التاريخية مع طهران اثر تخفيف العقوبات". ويقول كير إن الرحلات اليومية الكثيرة بين دبي وطهران دائما مزدحمة، ولكن هذه الأيام تنضم أعداد من رجال الأعمال الغربيين والآسيويين إلى الإيرانيين العائدين إلى بلادهم بعد رحلات التسوق.
ويقول كير إن رجال الأعمال الغربيين والآسيويين ضمن موجة جديدة من المستثمرين الأجانب الساعين لفرص للاستثمار في إيران بعد رفع العقوبات.
ويضيف إنه في الأسبوع الماضي دعا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى رفع العقوبات عن إيران قائلا لبي بي سي "اعتقد أننا يجب أن نمنح ايران متسعا. إيران جارتنا ولا نريد أي مشاكل. إذا وافقوا على السلام مع الأمريكيين ورفع الأمريكيون العقوبات، سيستفيد الجميع".
ويقول كير إن موقف حاكم دبي يخالف معظم الزعماء السنة في الخليج. فبينما تعد دولة الإمارات، التي تضم دبي، من الصقور في سياستها تجاه ايران، فإن دبي لها علاقات تجارية واسعة مع إيران وبها جالية إيرانية كبيرة، وتسعى لتوسيع وتجديد علاقاتها التجارية مع طهران، حسبما يقول محللون.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: