إعلان

الإلحاد قضية حساسة في أفغانستان

06:51 م الأربعاء 15 يناير 2014

الإلحاد قضية حساسة في أفغانستان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

منحت بريطانيا حق اللجوء لمواطن أفغاني لأنه ملحد، وهو ما أصبح يمثل قضية رأي عام هامة.

يبحث داوود عزامي في هذا التقرير الأسباب وراء الحساسية المصاحبة لقضية الإلحاد في المجتمع الأفغاني المحافظ والتقليدي.

يفخر الأفغان عامة بكونهم مسلمين متدينين قدموا تضحيات كبيرة من أجل دينهم، وأنهم خدموه أكثر من أي شعب في المنطقة.

كانت الأرض التي أصبحت تعرف الآن باسم أفغانستان مقر سلطة للعديد من الإمبراطوريات الإسلامية عبر التاريخ.

ويشير الأفغان إلى أمثلة تاريخية مثل معركة بانيبات الثالثة عام 1761 عندما ساعد الملك الأفغاني أحمد شاه عبدلي حكام الهند المسلمين في الانتصار على قوات إمبراطورية مراثا.

ويفخر الأفغان بأنهم دافعوا عن بلادهم في ثلاثة حروب مع الإمبراطورية البريطانية واستطاعوا تحقيق النصر.

كما يفخرون بأنهم لم يتعرضوا للاستعمار بينما مكثت أمم إسلامية أخرى في آسيا وإفريقيا تحت سيطرة الاستعمار لقرون عديدة.

وبالإضافة إلى ذلك أسهمت الحرب ضد السوفييت في الثمانينيات من القرن الماضي في انهيار الاتحاد السوفيتي وبزوغ دول إسلامية في وسط آسيا.

كما يؤمن الأفغان أنهم خدموا الاسلام بعيدًا عن ساحة المعركة أيضًا حيث سافر العديد من الصوفيين والعلماء والدعاة إلى بلاد أخرى للدعوة للدين الاسلامي.

وحالات الارتداد عن دين الاسلام واعتناق ديانة أخرى نادرة في تاريخ البلاد.

في واقعة قديمة كتب طبيب ومبشر مسيحي انجليزي يدعى ثيودور بانيل عن نجاحه في اقناع رجل أفغاني من ولاية لغمان بالارتداد عن الاسلام منذ أكثر من قرن مضى عندما كان الرجل في مستشفى في بيشاور حيث عمل بانيل، لكنه اضطر لمغادرة البلاد لاحقًا خوفًا على حياته.

ويعيش غير المسلمين، خاصة الهندوس والسيخ، في سلام منذ قرون في أفغانستان.

وتأثر الناس مؤخرا بنظم اعتقاد وأيديولوجيات مختلفة من بينها الشيوعية.

وبالنسبة لمن ولدوا مسلمين، فإنه يمكنهم أن يعيشوا وسط المجتمع الأفغاني دون ممارسة شعائر الدين الاسلامي أو حتى حال ارتدادهم عن الإسلام.

وسيكون هؤلاء في مأمن طالما لم يبوحوا بالأمر.

يكمن الخطر الحقيقي عندما يعلن للعامة أن مسلمًا لم يعد يؤمن بمبادئ دينه.

وليس ثمة شفقة لمن يتخلون عن دينهم بإعتناقهم ديانات أخرى أو لمن يعدلون عن الإيمان بالله والنبي محمد.

وفي أغلب الأحيان تتبرأ عائلة الشخص المرتد عن انتمائه لها.

كما أن القانون الأفغاني الاسلامي يجرم التحول عن الدين أو الردة، وتصل عقوبة المدان إلى الإعدام.

وفي بعض الحالات يأخذ الناس زمام الأمور بأيديهم إذ يضربون المرتد حتى الموت بدون وضع الأمر أمام سلطة القضاء.

في 2006 استطاع الأفغاني عبد الرحمن، الذي أعلن اعتناقه المسيحية، الافلات من الحكم عليه بالإعدام، إذ أفرج عنه ومنحته إيطاليا حق اللجوء إليها.

أما في 2007 فقد حكم بالاعدام على رجل أفغاني آخر يدعى برفيز كامباكش بتهمة سب الدين ونشر نصوص تشوه الاسلام .

لكن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى السجن لمدى 20 عامًا قبل أن يمنحه الرئيس حامد كرزاي عفوًا، وقد ترك البلاد بعدها.

ويرى بعض المراقبين أن من يقومون بالإعلان عن إلحادهم أو ارتدادهم عن الاسلام هم أشخاص يريدون تعزيز فرصهم في الحصول على حق اللجوء لدول أخرى.

والاعتقاد هو سر بداخل كل شخص، فمن الذي يستطيع معرفة ما يدور في عقل شخص آخر؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان