إعلان

كيف يلقى القبض على منفذي التفجيرات؟

03:05 ص الأربعاء 24 أبريل 2013

بي بي سي:

ربما يحدث ذلك في ساعات، لكنه قد يستغرق سنوات. ويرتبط النجاح في هذه المهمة بالحظ الجيد والتوقيت المناسب والعمل الشرطي المتميز.

جاء الجزء الأخير من مطاردة منفذي تفجيري بوسطن بنهاية درامية، فبعد ثلاثة أيام فقط من التفجيرين اللذين وقعا قرب خط النهاية في ماراثون بوسطن استطاعت الشرطة تحدد المشتبه بهما من وسط حشود المتفرجين، قبل أن تعلن أنهما الشقيقان جوهر وتمرلان تسارنايف.

وفي صباح يوم الجمعة كان تمرلان تسارنايف ميتا وقامت الشرطة بمحاصرة المدينة وتمشيط شوارعها بالكامل. وفي مساء نفس اليوم ألقي القبض على جوهر.

استفاد المحققون من مئات الساعات من تسجيلات الفيديو، وشهادة أحد الضحايا، وتعاون جهات مختصة في تنفيذ القانون على مستوى الدولة وداخل الولايات.

عندما تتعلق القضية بتفجيرات هامة لا يوجد أسلوب محدد للقبض على الضالعين في هذه التفجيرات. وفي بعض القضايا يتم القبض على المتهمين فورا، وفي قضايا أخرى ربما يستغرق الأمر سنوات.

وبحسب مارك سيجمان مؤلف كتاب ''فهم شبكات الإرهاب'' فإن ''الكثير منها يأتي مصادفة''.

وفيما يلي إطلالة على طريقة التوصل إلى الضالعين في عدد من التفجيرات المهمة:

محمد سلامة: منفذ تفجيرات مركز التجارة العالمي عام 1993استغرقت مدة البحث عنه منذ وقوع التفجيرات حتى القبض عليه ثمانية أيام.

هاجم إرهابيون مركز التجارة العالمي عام 1993 بشاحنة مفخخة، مما أدى لمقتل ستة أشخاص وجرح المئات.

وعثر المحققون على قطعة من محور عجلة السيارة وعلى لوحتها المعدنية، ووجدوا أنها خاصة بسيارة ''فورد إيكونولين'' موديل 1990، ومن ثم وصلوا إلى مستندات تأجير السيارة التي قادتهم إلى سلامة.

ويرى سيجمان أن القضية كان فيها مزيج من العمل الشرطي الجيد وضعف التخطيط للجريمة، حيث وافق سلامة، الذي أبلغ بسرقة السيارة، على العودة إلى شركة التأجير لمقابلة المسؤول عن الوقاية من السرقة بالشركة، الذي تبين أنه عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وبعد القبض على سلامة استطاع المسؤولون عن تنفيذ القانون تعقب باقي أفراد فريقه.

بايريك ماكفلين ودينيس كينسيلا: تفجيرات وارينغتون 1993ألقي القبض عليهما بعد ساعتين من التفجير من خلال مطاردة بالسيارات.

نفذ عضوا الجيش الجمهوري الايرلندي ماكفلين وكينسيلا، بالتعاون مع شخص واحد على الأقل، تفجيرا استهدف مبنى كان يستخدم في أعمال الغاز بمدينة وارينغتون البريطانية قبيل منتصف الليل في 26 من فبراير/شباط عام 1993.

وحسب صحيفة وارينغتون غارديان تسبب الانفجار في كرة لهب ضخمة، وهرب منفذو الجريمة من مكان الحادث بواسطة سيارة مسروقة.

وطاردت الشرطة المنفذين. وبعد ساعتين فقط من التفجير ألقي القبض على ماكفلين وكينسيلا ،فيما هرب شريك لهما، على الأقل.

تيد كاتشينسكي

ساعدت رسالة كتبها في إلقاء القبض عليه بعد هروبه لمدة 18 عاما.

بدءا من عام 1978 قام كاتشينسكي خريج جامعة هارفارد بإرسال 16 طردا متفجرا على مدى 17 عاما إلى أفراد في الولايات المتحدة. وتسببت طروده في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.

اشتبه مكتب التحقيقات الفيدرالي في العديد من الأشخاص، لكنه لم يستطع معرفة الجاني الحقيقي. وفي عام 1995 اتصل تيد بعدد من الصحف بحثا عن جهة تنشر رسالة له جاءت في 35 ألف كلمة.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست رسالته بعد موافقة مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبعد ذلك قال شخص يشتغل بالعمل الاجتماعي يدعى ديفيد كاتشينسكي أنه يعتقد أن كاتب الرسالة هو شقيقه. وقال ديفيد إنه لاحظ تشابه بين الرسالة وأشياء أخرى كتبها شقيقه في وقت سابق.

وألقي القبض على تيد في ولاية مونتانا في إبريل/نيسان 1996.

ديفيد كوبلاند: منفذ تفجيرات لندن عام 1999ألقي القبض عليه بعد 13 يوما من وقوع الجريمة بفضل كاميرات المراقبة.

في إبريل عام 1999، قام كوبلاند بتنفيذ تفجيرات في ثلاث مناطق في لندن، وهي بريكستون وبريك لاين وسوهو. وأسفر التفجير الأخير الذي استهدف حانة للمثليين عن مقتل ثلاثة أشخاص. وتسبب كوبلاند في إصابة 139 شخصا.

بدأ كوبلاند حملته في 17 إبريل/نيسان. واستطاعت الشرطة أن تتعرف عليه من خلال كاميرات المراقبة، ونشرت صوره في 29 إبريل/نيسان.

وقد تم التعرف عليه بعد ذلك بوقت قصير عن طريق أحد زملائه، لكن لم يكن الوقت كافيا لمنع كوبلاند من تنفيذ التفجير الثالث في حانة أدميرال دنكان، والذي أدي إلى مقتل امرأة حامل وشخصين آخرين.

وتمكنت الشرطة من مراقبة مسكنه بعد ساعات من وقوع التفجير، واعترف كوبلاند بجرائمه بمجرد أن فتح باب شقته وألقي القبض عليه.

إريك رودولف: تفجيرات الحديقة الأوليمبية في أتلانتا 1996

ألقي القبض عليه بسبب الجوع وشاهد عيان جرئ. واستغرق البحث عنه منذ تنفيذ أول جريمة سبع سنوات.

يعرف رودلف بعلاقته بتفجير الحديقة الأوليمبية في أتلانتا، لكن لم يحاكم عن هذه الجرائم.

واعترف رودلف بضلوعه في تفجيرات الحديقة الأوليمبية بعد أن أدين بعدد من التهم بداية من تفجير عيادات للإجهاض في أتلانتا وبرمنغهام وتفجير ناد للمثليين عامي 1997و1998.

وكان تفجير برمنغهام عام 1998 هو الذي قاد للقبض عليه في نهاية المطاف. حيث رأى شاهد عيان يُدعى جيرمين هيوز رجلا يجري من مسرح الجريمة.

وقالت ماريان فولرز مؤلفة ''الذئب الوحيد: إيريك رودلف وأسطورة الإرهاب الأمريكي'' إن '' هيوز خاطر بحياته من أجل الإيقاع به''.

ركب هيوز سيارته وانطلق يتعقب رودلف الذي هرب إلى شارع خلفي على قدميه. وحاول هيوز، وهو شاب أسود، الوصول إلى هاتف لإبلاغ الشرطة من خلال الطرق على أبواب سكان المنطقة ولكنه واجه رفضا منهم.

وتقول فولرز:''كان يحاول جذب انتباه الناس ولكن أحدا لم يصدقه.''

وأعطى هيوز للشرطة وصفا تفصيليا لرودلف ورقم اللوحة المعدنية للسيارة، أكدها شاهد عيان آخر. وظل رودلف هاربا، وعاش في غابات نورث كارولينا، حتى ألقي القبض عليه عام 2003 وهو يتناول طعاما من صندوق قمامة.

تيموثي ماكفي: صاحب تفجيرات أوكلاهوما، عام 1995

ألقي القبض عليه بعد 90 دقيقة من تنفيذه الجريمة بفضل عمل الشرطة الجيد.

في عام 1995، انفجرت قنبلة تحتوي على 4,800 رطل من الأسمدة والوقود أمام مبنى حكومي فيدرالي بمدينة أوكلاهوما، مما أسفر عن مقتل 168 شخصا. ولم يمض وقت طويل على وقوع الحادث حتى تمكن أحد رجال الشرطة وهو تشارلز هانغر من القبض على رجل يقود سيارة لا تحمل لوحة أرقام معدنية.

وكان سائق السيارة تيموثي ماكفي يحمل بندقية يخفيها في ملابسه، وهو ما أعطى هانغر سببا لاعتقاله، وأقتاده بعد ذلك إلى سجن محلي، ثم عاد إلى الطريق للمساعدة في البحث عن سيارة بنية اللون ترتبط بحادث التفجير.

وقال هانغر لصحيفة شاوني أوكلاهوما نيوز ستار: ''لم نكن نعلم أننا نضع منفذ التفجير رهن الاحتجاز.''

وفي نفس الوقت، أعاد المحققون ترتيب المعلومات المتعلقة بالتعرف على منفذ الحادث من خلال السيارة المستأجرة التي أخفيت فيها القنبلة، وقادتهم إلى التعرف على ماكفي.

وبعد يومين، اتصلت دورية لشرطة المرور بهانغر وطلبت منه معلومات عن رخصة القيادة الخاصة بماكفي على أمل أن يتعرفوا على مكان وجوده، فأخبرهم هانغر بأن ماكفي محتجز بالفعل في قسم للشرطة.

وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتقال ماكفي. وفي نفس اليوم، سلم شريكه تيري نيكولز نفسه للشرطة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان