الإندبندنت: الانشقاقات المستمرة دليل على تداعي نظام الأسد
لندن - (بي بي سي):
تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء في نسختيها الورقية والإلكترونية عددا من القضايا العربية من بينها انشقاق رئيس الوزراء السوري والهجوم الذي تعرض له موقع لحرس الحدود المصري في سيناء.
تداعي نظام الإسد
نبدأ من صفحة الرأي في صحيفة الإندبندنت التي تناولت انشقاق رئيس الوزراء السوري في مقال بعنوان ''ما زال الوقت سانحا أمام الأمم المتحدة لتجنب حمام دم في سوريا''.
وتستهل الصحيفة المقال قائلة إن تفاصيل انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ملتبسة، حيث قالت الحكومة إنه أقيل من منصبه بينما وصفها المتحدث باسمه على أنها انشقاق، إلا أن شيئا واحدا يبقى واضحا، وهو أن نظام الأسد بدأ يتداعى من الداخل.
وتقول الصحيفة إن عدد الانشقاقات تزايد في الشهر الأخير، حيث فقد النظام السوري العديد من المسؤولين والدبلوماسيين من بينهم السفير السوري في العراق والقائم بالأعمال في لندن ونحو 30 جنرالا عبروا الحدود إلى تركيا.
وتضيف الصحيفة أنه إذا كان الوقت بدأ ينفد أمام الأسد ومقربيه من العلويين، فيجب أن نفكر فيما سيحدث عند رحيله. وتقول الصحيفة إن المعارضة المسلحة ما زالت صامدة في حلب، ولكن القوات الحكومية تتأهب لشن هجوم شامل على المدينة.
وترى الصحيفة أنه مع استقالة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا من منصبه، كادت الآمال في الحصول على حل سلمي للأزمة تتلاشى، ولاح شبح حرب أهلية كاملة.
وتقول الصحيفة إن الاتفاق الوحيد الذي تم التوصل إليه هو الإجماع الذي أبدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في توجيهها اللوم لمجلس الأمن لإخفاقه في وقف العنف في سوريا.
وتضيف الصحيفة أن فرص توحيد هذا اللوم لآراء مجلس الأمن ودفعه إلى اتخاذ قرار موحد ضئيلة للغاية، ولكن إذا بدأت الآمال في التوصل إلى حل سلمي تخبو، فقد يدفع الخوف على مستقبل سوريا والمنطقة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، خاصة روسيا والصين، على اتخاذ إجراء موحد.
الموساد وهجوم سيناء
ننتقل إلى صحيفة التايمز التي تناولت في مقال كتبه جيمس هايدر مراسلها لشؤون الشرق الأوسط الهجوم الذي تعرض له موقع لحرس الحدود في سيناء. وجاء عنوان المقال ''الإسلاميون يقولون إن إسرائيل وراء الهجوم الحدودي''.
ويقول هايدر إن الإخوان المسلمين في مصر ألمحوا إلى أن الهجوم الذي شنه جهاديون على الحدود المصرية الإسرائيلي قد يكون من تدبير المخابرات الإسرائيلية، وقالوا إن معاهدة كامب ديفيد بين البلدين قد تحتاج إلى تعديل.
ويقول هايدر إن الهجوم زاد من توتر العلاقات المتوترة بالفعل بين مصر وإسرائيل التي تعد معاهدة السلام الموقعة عام 1979 بينما من أهم ركائز الأمن في المنطقة.
ويضيف هايدر أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال إن الهجوم ''دعوة للإفاقة'' لمصر التي سمحت لعصابات التهريب ذات النفوذ والإسلاميين المتطرفين بالخروج عن سيطرة القاهرة في الفوضى التي أعقبت الثورة في البلاد العام الماضي.
ويقول هايدر إنه على النقيض من الرأي الإسرائيلي، أشار متحدث باسم الإخوان المسلمين إلى أن الهجوم من تدبير المخابرات الإسرائيلية بدليل أن إسرائيل أصدرت تعليمات لمواطنيها بمغادرة سيناء.
ويضيف هايدر أن إسرائيل ردت على ذلك بأنها وصلتها معلومات عن هجوم وشيك.
استقبال فاتر واستهجان
تناولت صحيفة ديلي تليغراف رد الفعل السعودي على مشاركة لاعبات سعوديات في أولمبياد لندن لأول مرة، حيث جاء عنوان إحدى مقالاتها ''استقبال فاتر للاعبات السعوديات''.
ويقول المقال إنه بدلا من أن يستقبلن بحفاوة واحترام، جوبهت اللاعبات السعوديات بالتجاهل والإهانة لدى عودتهن لبلادهن.
ويقول المقال إن وجدان شهرخاني عادت إلى السعودية بعد أن أصبحت أول لاعبة سعودية تمثل بلادها في الأولمبياد وفي منافسات الجودو، ولكن على الرغم من الاحتفاء الدولي بمشاركتها، تراوح رد الفعل في بلادها بين الفتور والعدائية.
وقال والد وجدان، وهو حكم للجودو، إنه أراد أن ''تكتب ابنته تاريخا جديدا للمرأة السعودية''، ولكنه يشعر بالغضب الشديد إزاء الإهانات التي كالها لها السعوديون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول الصحيفة إن المملكة رضخت للضغوط الدولية القوية ولدعوات متزايدة من داخل السعودية وسمحت لشهرخاني والعداءة سارة عطار المولودة في كاليفورنيا بالمشاركة في الأولمبياد، ولكن ذلك أدى إلى رد فعل قوي غاضب من قبل المجتمع المحافظ ورجال الدين وغيرهم.
وتضيف الصحيفة أن رجال الدين السعوديين يرون أن السماح للمرأة بممارسة الرياضة يعد تصريحا لها بارتداء ثياب تتنافى مع الدين والإتيان بحركات موحية واللعب أمام رجال غرباء مما سيؤدي إلى ذيوع الرذيلة وتدنيس المرأة السعودية. كما يرون أن الحركة العنيفة والسرعة في الرياضة يهددان عذرية المرأة.
وتنقل الصحيفة عن الشيخ السعودي محمد العريفي قوله ''ممارسة المرأة للرياضة ليست ممنوعة شرعا ولكن إذا أدى ذلك للاختلاط وكشف العورة ومشاهدة الرجال لها وهي تركض وتسقط أو تضحك وتبكي أو تتشاجر أو تتمازح مع غيرها من اللاعبات لاشك أن هذا حرام''.
''انتصار للتعددية الثقافية في بريطانيا''
وعلى الرغم من تغطية الصحف البريطانية للشأن العربي وغيره من القضايا الدولية، فإن جميع الصحف غطت بصورة موسعة دورة الألعاب الأولمبية المقامة في لندن. فبخلاف متابعة النتائج أولا بأول، تهتم الصحف بانعكاس هذه الألعاب على المجتمع البريطاني.
فعلى سبيل المثال كتبت ياسمين على براون تحليلا في صحيفة الإندبندنت بعنوان ''هل ما زال هناك من يعتقد أن بريطانيا زادت فيها التعددية الثقافية عن اللازم؟''.
وتقول على براون إن من يتابع منافسات ألعاب القوى السبت الماضي التي حصلت فيها بريطانيا على ثلاث ميداليات ذهبية لابد أن يقول التعددية الثقافية ليست تهديدا بل اثراء لبريطانيا.
وتقول علي براون لقد شاهدنا مو فرح العداء البريطاني من أصول صومالية يحمل علم بريطانيا إثر فوزه بذهبية عشرة آلاف متر عدوا ورأيناه وهو يبكي فرحا ويحتضن زوجته ذات البشرة البيضاء.
وتضيف شاهدنا أيضا لاعبة التراياثلون جيسيكا إينيس، وهي ابنة رجل أسود وامرأة بيضاء، ترفع علم بريطانيا وإثر حصولها على الميدالية الذهبية بينما ردد ثمانون ألف مشاهد النشيد الوطني.
وتختتم علي براون مقالها قائلة ترى ما هو رد فعل وشعور الداعين للحد من الهجرة والمناهضين للمهاجرين عندما يرون مهاجرين وأبناء مهاجرين يحصدون الميداليات لبريطانيا؟
فيديو قد يعجبك: