الدولار تراجع 5 قروش اليوم.. فهل انتهت موجة خروج الأموال الساخنة؟
كتبت- منال المصري:
قال مصرفيون ومحللون اقتصاد، تحدث إليهم مصراوي، إن هدوء وتيرة تخارج الاستثمار الأجنبي من مصر ساهم في تراجع قيمة الدولار اليوم الاثنين بشكل طفيف مقابل الجنيه بعد زيادة الموجة البيعية أمس بفعل مخاوف تصاعد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
كان الدولار ارتفع بشكل مفاجئ أمس بنحو 75 قرشا وسط موجة تخارج من المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة بالعملة المحلية قبل أن يعكس اتجاهه ويتراجع 25 قرشا بنهاية تعاملات أمس و5 قروش اليوم بالبنوك.
ورغم تراجع الدولار فإنه لا يزال فوق 49 جنيها في البنوك بسبب زيادة الضغط على طلب العملة أمس واتجاه الأجانب إلى تحويل استثماراتهم من الجنيه إلى دولار.
ويطلق البعض على الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة الأموال الساخنة بسبب سهولة تخارجها وتبعاتها السلبية على زيادة الضغط على الجنيه وارتفاع الدولار.
هدوء الطلب على الدولار
قال محمد عبد العال الخبير المصرفي، لمصراوي إن عودة الدولار للانخفاض يعني هدوء وتيرة تخارج المستثمرين الأجانب من السوق المصري.
وأوضح أنه قد يكون المستثمرين الأجانب تمهلوا في قرار الخروج بعد هبوط قيمة الجنيه مقابل الدولار تجنبا لتراجع ربحيتهم من فارق السعر بين الدخول والخروج.
الخروج على جنيه ضعيف
خروج الأجانب على سعر جنيه ضعيف يساعد في الحد من الضغط على الدولار وتقليل مطامع المستثمر الأجنبي من تحقيق ربحية من فارق قيمة العملة وسعر العائد المرتفع على الاستثمارات، وفق ما قاله محمد بدرة الخبير المصرفي لمصراوي.
كان سوق "الإنتر بنك" التي تعد شبكة داخلية بين البنوك ويشرف عليها البنك المركزي لبيع وشراء الدولار بينهم شهدت أمس نشاطا ملحوظا بسبب زيادة الضغط على الدولار لتمويل خروج الأجانب، وفق ما قاله مصرفيون تحدث إليهم مصراوي.
وأوضح محمد بدرة، أن تراجع وتيرة تراجع الجنيه جاء مدفوعا بهدوء نزيف البورصات العالمية وسط مخاوف دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود اقتصادي بعد المؤشرات الاقتصادية بارتفاع معدل البطالة.
كانت مصر استقطبت نحو 22 مليار دولار خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف في مارس وأبريل الماضيين ليصل إجمالي المحفظة إلى رقم قياسي بنحو 35.4 مليار دولار، وفق آخر أرقام صادرة عن البنك المركزي.
عودة التخارج مجددا مرهون بزيادة المخاطر
واتفق مصطفى شفيع، رئيس قطاع البحوث في شركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، مع الأراء السابقة، في أن وتيرة تخارج الأجانب هدأت إلى حد ما بعد هدوء الأوضاع العالمية ما قلل الضغط على الدولار.
وأضاف لمصراوي، أن عودة الأجانب للتخارج مجددا يرتبط بمدى تصاعد التوترات بالمنطقة فعند ظهور تطورات سلبية سيسارعون في التخارج.
وتخارج الأجانب أمس غير مقلق ومن المتوقع عودة الأوضاع إلى طبيعتها بعد استقرار الأوضاع بالمنطقة، وفق ما قاله شفيع.
وتسبب خروج أموال ساخنة بنحو 22 مليار دولار من السوق المصري خلال النصف الأول من 2022 في زيادة معاناة مصر من أزمة النقد الأجنبي وانتشار السوق السوداء لتجارة العملة، قبل الإجراءات الإصلاحية الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: