بالصور- يا رايحين مكة.. افتكرونا بدعوة

تصوير- عمرو نبيل/ Ap:

مع الأول من الشهر الهجري ذي الحجة، يفد الحجاج على مكة المكرمة، من كل فج عميق يلبون الدعوة السماوية، منهم مَن بلغ من الكبر عتيا، ينتظر حتى تأتيه الفرصة، ومن جاءته دون سابق تحضير، فكانت أشبه بـ"هدية" سعت إليه قبل أن يسعى هو إليها، بلسان عربي ولغات شتى، الكل سواء، يحزم أكف الدعاء قبل الحقائب، يرتجي لحظة إجابة يصيبها.

حتى الأربعاء بلغ عدد الحجاج القادمين إلى مكة قرابة مليون و657 ألفًا حسب المديرية العامة للجوازات في المملكة العربية السعودية.

ما إن يدخل الحاج ميقات مكة المكرمة حتى يُجدد إحرامه، عاقدًا نية أداء عمرة يتبعها الحج. فيطأ الأراضي المقدسة مجردًا إلا من لباس يواري سوءاته، فيما تنكشف يداه في تضرع.

رغم الفروق الإنسانية، غير أن الحجاج يتقاسمون المشقة، كُل حسب طاقته، فقط يلتمسون شيئا من الظل وقليل من رحمة تغسل أرواحهم.

مع مغيب شمس الثامن من ذي الحجة، يرتحل الحجاج لأداء المناسك، صوب منطقة "منى" تكون الوجهة الأولى في يوم "التروية"، حيث تقام الصلوات قصرًا وجمعًا.

في الحج، لا بديل عن الدعاء إلا بالذكر، يواصل الحجاج التمتمة بما يحفظون أو يقرأون.

لا تخلو مكة من أهلها وزوارها طيلة العام، لكن في أيام الحج تتلألأ المدينة المقدسة، بزيادة أعداد مَن يولون وجوههم قِبل المسجد الحرام، ملبيين دعوة بدأت قبل آلاف السنين، حين ناجى إبراهيم عليه السلام ربه قائلا "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ".