سنوات الربح على «حس الثانوية العامة» تنتهي.. أولياء الأمور والطلاب يتخلون عن «السايبر»
كتب- عبدالله عويس:
على مدار سنوات، اعتاد ناصر لطفي الاستفادة من طلاب الثانوية العامة، الباحثين عن نتائجهم الدراسية، من خلال تقديم تلك الخدمة لهم في مكتب يملكه لخدمات الإنترنت. تغير الوضع مع انتشار الإنترنت، وامتلاك كثير من المواطنين أجهزة في منازلهم، وامتلاكهم هواتف محمولة حديثة، ليقرر الرجل عدم فتح مكتبه في ساعات مبكرة من صباح اليوم، مع ظهور النتيجة كما اعتاد.
«لما النتيجة بقت تطلع على النت من فترة، مكنش كل الناس عندها إنترنت أو أجهزة، فكنا بنسترزق إحنا من الموضوع ده» يحكي الرجل الذي كان يحصل على 10 جنيهات أو أكثر أحيانا حين تكون نتيجة الطالب جيدة، ويقرر أفراد أسرته منحه تلك المبالغ على سبيل الهدية أو «حلاوة النجاح» كما يصف. كانت الأعداد بالعشرات والزحام في المكان كبير، لكنه مع الوقت تقلص،وصارت تلك الأعداد تنتهي شيئا فشيئا، انتهاء بإغلاق مكتبه: «كان يوم ظهور النتيجة ده بفتح من 7 الصبح والناس تجيلي وتستنى دور كمان، دلوقتي الوضع اتغير».
ومع انتشار مواقع تتيح الحصول على النتيجة، وانتشار الإنترنت في مصر، ليصبح عدد مستخدميه في مصر 70 مليونا بحسب تقديرات إحصائية، في عام 2020، صار كثيرون لا يذهبون لمثل تلك الأماكن للحصول على النتيجة. كما تتيح وزارة التربية والتعليم، نتائج الامتحانات عبر موقعها الرسمي، بعد ساعات من اعتماد الوزير لها: «أنا لما جبت النتيجة بتاعة ابني الكبير جبتها من سايبر، مكنتش أفهم في النت أوي برضه وخبرتنا محدودة، دلوقتي بالموبايل بجيبها وأي حد بقى سهل عليه يعمل كده» يقولها مصطفى زكي، الذي حصل على نتيجة ابنه صباح اليوم من أكثر من موقع وتطبيق.
كانت بعض الأماكن التي تعرض خدمات الإنترنت مقابل جنيهات للساعة، تستفيد من تلك الفترة، ومما شابه من أمور، كالحصول على النتيحة، أو التنسيق، أو التقديم لإحدى الكليات، لكن الأمر صار أقل. يقول كمال رمزي وهو مالك «سايبر» في شبرا، إنه كان يحصل على نحو 300 جنيه على أقل تقدير خلال دورة عمل تصل لـ8 ساعات، لكن الوضع تغير الآن وصارت النسبة الأكبر لا تعتمد عليه كما اعتاد، بسبب امتلاك الكثيرين لهواتف ووجود الإنترنت بسهولة في المنازل.
فيديو قد يعجبك: