بدون مدرسة أو دروس| والدة "السادسة أدبي" تكشف سر تفوق ابنتها
كتبت - مها صلاح الدين:
رغم ثقتها في تفوق ابنتها، إلا أن الأيام الماضية كان يتخللها بعض القلق على السيدة أشرقت وأسرتها، في انتظار نتيجة الثانوية العامة لإبنتها الكبرى "لينا أحمد فؤاد"، الأولى ضمن 4 شقيقات أخرى.
كانت تعرف أن إبنتها محبة للتعلم، وكانت لا تضغط عليها حتى تبالغ في عدد ساعات المذاكرة، ولكن بداخلها بعض الخوف من نظام الثانوية العامة الجديد، ونظام الامتحانات التي يختلف فيه بعض المدرسين على الإجابات الصحيحة لبعض الأسئلة.
لم تكن لينا تذهب إلى المدرسة، أو تغادر المنزل لحضور الدروس الخصوصية، بينما اكتفت ببعض الدروس والتطبيقات الإلكترونية التي كانت تساعدها على الفهم، كانت تعودت على ذلك في سنوات كورونا، ولم يعيقها ذلك على أن تصبح السادسة على الجمهورية في الشعبة الأدبية.
تقول إشراق، والدة لينا "لم يكن لدينا تحضيرات خاصة لمرحلة الثانوية العامة، لينا مستقلة تمامًا، فقط كنا نوفر لها الأجواء المناسبة ولا نحاول ضغطها".
ورغم تخوف أغلب الطلاب من نظام الثانوية العامة الجديد، إلا أنه كان ممتعًا بالنسبة لـ "لينا"، فتقول والدتها "بالنسبة للينا كان النظام صعب لكنه جميل، وكانت تعتبره تحدي جديد وليس عبئ"، ومن الناحية الأخرى كانت الأم تطمئن ابنتها بأنها ليست الوحيدة، وأن هذا النظام يطبق على الجميع، وكل ما عليها هي أن تؤدي واجبها على أكمل وجه، وأن تترك أمر النتائج جانبًا.
لم تُلزم الأسرة نجلتها الكبرى بمجموع معين لا تقل عنه، فـ 100% مثل 50% بالنسبة لهم مادامت أتمت عملها على أكمل وجه، وفقًا للأم، وهو ما رفع عنها الضغط الموضوع على أغلب زملائها، فاستطاعت أن تحقق هذا الإنجاز.
ولم يكن عدم الحضور في المدرسة أو الدروس الخصوصية عائقًا لطالبة مدرسة فضل الحديثة في الاتزام بوضع روتين محدد للمذاكرة، تقول الأم "لم أكن أتدخل في تنظيم جدولها، وكانت في أغلب الوقت ملتزمة ومنتظمة"، وحينما كانت تشعر الأم بهبوط في عزيمة إبنتها كانت تحاول تشجيعها "العام الدراسي كان طويلًا جدًا، وكانت لينا في أغلب الوقت ملتزمة، فحينما كانت تشعر بالملل، كنت أصطحبها واخوتها للخارج، وأحاول الترويح عنها قليلًا".
منذ اللحظات الأولى في صباح اليوم، وبعد أن أعلنت النتيجة، لم يتوقف الهاتف من التهاني والمباركات، ويتوافد الإعلاميين على منزل الأسرة تباعًا، فتقول السيدة إشراق "لم نسترق لحظة فرحتنا الخاصة بعد، ولم تسنح لنا الفرصة بالتفكير فيما هو قائم".
ومثل كل مرة، لن تتدخل الأم في اختيارات ابنتها للدراسة فيما هو قادم، لكنها تعرف جيدًا أنها مولعة باللغات، ولكنها لا تعرف حتى الآن هل يستقر اختيار "لينا" على كليات مثل الألسن أو الآداب، أم ستختار أحد المنح المعروضة عليها من الجامعة الخاصة والأجنبية في مصر.
فيديو قد يعجبك: