كتب- عبدالله عويس:

حتى ليلة أمس، كانت مريم محمد، تنتظر نتيجة الثانوية العامة، شأنها شأن آلاف غيرها من الطلاب. لم تضع طالبة شعبة الأدبي أية توقعات لنتيجتها. توتر انتظار الأسرة قطعه النوم، حتى جاء اتصال للأسرة صباح اليوم، السبت، من أحد زملاء والد مريم، ليخبره بأن اسمها على صفحة وزارة التربية والتعليم، ضمن أوائل الجمهورية.

تؤمن مريم أنها فعلت ما يستلزم خلال عام دراسي شاق، نظمت وقتها، وأخذت دروسا في كل المواد، وكانت تذاكر على نحو يضمن لها النجاح والتفوق، لكنها لم تعتقد أنها ستكون ضمن أوائل الجمهورية، وتحصل على المركز السادس مكرر في شعبة الأدبي على مستوى الجمهورية، للعام الدراسي 2021/2022: «زميل بابا اتصل بيه، وقاله إني طلعت ضمن أوائل الجمهورية، طبعا كانت فرحة كبيرة، لدرجة إني مركزتش أنا جبت درجات كام» تحكي مريم.

عمت الفرحة منزل طالبة الثانوية العامة، التي تكبر اخوتها، وتتمنى ان يكونوا أكثر تفوقا منها في المستقبل. احتفل بها الأب الذي يدرس اللغة الإنجليزية لمرحلة الثانوية العامة، كذلك فعلت الأم، التي ظلت على مدار العام الدراسي، تحاول دعم ابنتها قدر المستطاع، ولا تضيف لها توترا أو قلقا، بل كانت على النقيض: «ماما ربة منزل، وكان طول الوقت تعملي أكل حلو، وحلويات تديني طاقة أذاكر، وفرحتهم بي متتوصفش».

مرت الثانوية العامة على أسرة مريم، كأي أسرة مصرية. ثقيلة ومركبة وموترة، لكن الحاصلة على المركز السادس مكرر، تقول إن أسرتها لم تكن تتدخل في توقيت المذاكرة أو النصح بترك هاتف أو عدم تشغيل التلفاز: «مكنش في الكلام ده بصراحة، كنت بعمل اللي علي وخلاص، مكنتش بحدد ساعات للمذاكرة قد ما بحدد مهام بعينها، اخلصها وأشوف اللي بعدها».

تقول مريم في حديثها لـ«مصراوي» إنها تتذكر كلمات الدعم، ولحظات التشجيع من أسرتها والمقربين منها، كما تتذكر كلمات مدرس الفلسفة حين قال لها «أنت عملتي اللي عليكي، ومجموعك هيكون فوق توقعك». وتتمنى الحاصلة على مجموع 380 درجة، من 410 أن تلتحق بكلية الألسن، وتتخصص في اللغة الألمانية، لمحبتها لها: «لما درستها في أولى إعدادي حبيتها وكنت في وقت الإجازة برضه بكمل دراستها».