محمود محيي الدين: قمة المناخ تُعقد في أسوأ لحظات يمر بها العالم
كتب- أحمد مسعد:
أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن قمة المناخ القادمة بشرم الشيخ تتيح الفرصة لعرض أولويات القطاع الصحي في إطار النهج الشامل الذي تتبناه الرئاسة المصرية لقمة المناخ والذي يدمج أبعاد الصحة والتعليم والبنية الأساسية في إطار خطط التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال كلمته بالدورة التاسعة والستين لمؤتمر منظمة الصحة العالمية الخاص بإقليم شرق المتوسط بحضور المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، حيث أشاد رائد المناخ بالتعاون القائم بين المنظمة والحكومة المصرية وكذلك الأمم المتحدة .
وأشار رائد المناخ إلى ضرورة الربط بين أولويات العمل المناخي وتحديات العالم المتعلقة بالصحة، مؤكدا أن قمة المناخ ستنعقد في أسوأ لحظات يمر بها العالم سياسيا واقتصاديا في ظل وجود ندرة وأزمة في الثقة وفائض في الأزمات.
ونوه محيي الدين بضرورة مراعاة القطاع الصحي للاعتبارات البيئية خاصة وأن هذا القطاع يسهم بحوالي 4.4% من إجمالي الانبعاثات.
من ناحية أخرى، حذر الدكتور محيي الدين من اختزال الاستدامة في العمل المناخي ومن اختزال العمل المناخي في خفض الانبعاثات، مؤكدا أن هذا النهج هو نهج مضلل ولم يحرز أي تقدم في ملف العمل المناخي فبدلا من تخفيض الانبعاثات الضارة وفقا للتعهدات المبرمة بما لا يقل عن 45% حتى عام 2030، نجد أن الانبعاثات في ازدياد بنحو 14% بانحراف ملحوظ عن الهدف المحدد.
ووفقا لما ذكره رائد المناخ، فهذا النهج الشمولي منعكس على أجندة عمل القمة القادمة استنادا إلى اتفاقية باريس من خلال دمج الأبعاد الأربعة المتعلقة بالتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار علاوة على ملف التمويل.
وفي السياق ذاته، شدد محيي الدين على ضرورة التعامل بشكل أفضل مع ملف الخسائر والأضرار خاصة في ضوء الكارثة الإنسانية التي تعرضت لها باكستان.
وفيما يتعلق بأولويات قمة المناخ القادمة، أوضح رائد المناخ أنها ستركز على التنفيذ والتطبيق العملي مما يسهم في مواجهة الآثار الصحية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الضارة وسوء التغذية.
وخلال كلمته، أشار محيي الدين إلى أهمية دمج البعد الإقليمي في العمل المناخي، موضحا وجود نتائج إيجابية أسفر عنها التعاون بين رئاسة قمة المناخ و رواد المناخ واللجان الإقليمية للأمم المتحدة حيث سيتم الإعلان عن عدد من المشروعات القابلة للتمويل والتنفيذ والاستثمار وذات التأثير في ملفات التكيف والتخفيف.
كما أبرز رائد المناخ أهمية توطين العمل المناخي حتى يشعر المواطنون بثمار تلك القمم المتعلقة بالمناخ، مشيرا إلى المبادرة غير المسبوقة التي أطلقتها الحكومة المصرية وهي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
وشدد الدكتور محيي الدين على ضرورة توفير التمويل اللازم نظرا لوجود فجوة كبرى تقدر بتريليونات الدولارات مع الأخذ في الاعتبار أن 80% من تمويل المناخ يأتي من الموازنات العامة للدول.
وأضاف محيي الدين أن تعهد كوبنهاجن بتوفير 100 مليار سنويا لدعم العمل المناخي في الدول النامية لا يمثل سوى 3% من احتياجات تلك الدول، موصيا بضرورة تشجيع وتفعيل أدوات مالية مبتكرة والاستفادة من الأسواق المالية المعنية بالتمويل الأخضر المستدام.
فيديو قد يعجبك: