إعلان

جفاف بحيرة "أوسكيل".. دمار الحرب يفوق التغيرات المناخية في أوكرانيا (صور أقمار صناعية)

08:49 ص الأحد 13 نوفمبر 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الشال:

ليست أوكرانيا مدرجة بقائمة الدول المتضررة من التغيرات المناخية، فلم تشهد فيضانات أو حرائق غابات بعدد حاد، ولا درجات حرارة مرتفعة أدت للجفاف، لكن ربما الحرب فعلت كل ذلك، والتي قضت على أكثر من نصف مليون هكتار حرقا من الأراضي الزراعية، وفق النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات.

في إبريل الماضي، قصف الطيران الروسي بوابات سد خزان "أوسكيل"، بالتزامن مع انسحاب قواته من مدينة خاركيف الأوكرانية، ليُصيب الجفاف أهم بحيرة صناعية في شرق أوكرانيا، أحد المصادر الاستراتيجية لمصائد الأسماك وتوليد الكهرباء.

تظهر صور الأقمار الصناعية التي رصدناها للبحيرة الصناعية بواسطة "جوجل إيرث" قبل وبعد تفجير بوابة سد البحيرة، حجم الجفاف الذي وصلت إليه البحيرة ما يهدد بكوارث بيئية طويلة المدى، للبحيرة التي تسريب منها 435 مليون متر مكعب من المياه.

صور الأقمار الصناعية قبل وبعد الجفاف

خزان "أوسكيل" عبارة عن بحيرة اصطناعية على نهر "أوسكيل" في مدينة خاركيف، تم افتتاحه عام 1958، وتبلغ مساحته 130 كم مربع ، ويمتد طوله 125 كم، بعرض 4 كم، ويبلغ متوسط العمق 4 أمتار.

كان الغرض من الخزان تنظيم الفيضانات، ليكون بمثابة مصدر للكهرباء، وتنمية صناعة صيد الأسماك.

صورة البحيرة

وخلال العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا، أدرك الطرفان أهمية الخزان، الذي يمكن أن يلعب دورا مهما في عملية إبطاء تقدم القوات العسكرية للطرف الآخر.

كان أحد أكبر الكوارث البيئية طويلة المدى، هي التغيرات التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية بتدمير إحدى بوابات خزان "أوسكيل" في منطقة خاركيف، حيث أن هذا الخزان مرتبط مباشرة بإمدادات المياه للغالبية العظمى من سكان منطقتي دونيتسك ولوهانسك، ما أصبح مصدر قلق بعد وقف إمدادات المياه عن شركة "مياه دونباس" حيث أصبح يُحرم الملايين من السكان من مياه الشرب النظيفة بمن فيهم سكان الأراضي التي ضمتها روسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

The russian occupiers staged a man-made natural disaster in the Kharkiv region.
While retreating, they blew up the floodgates of the dam of the Oskil reservoir. The reservoir, which before the invasion was 85 km long and up to 4 km wide, is now completely shallow. pic.twitter.com/BZ4rrHyiQk

يعتبر خزان "أوسكيل" أقدم خزان في الجهة الشرقية لأوكرانية، حيث بُنى قبل 65 عاما، والثامن من حيث المساحة الإجمالية في أوكرانيا بشكل عام، لكنه حاليا تحول إلى مستنقع إذ تتراوح متوسط كمية الرواسب إلى ارتفاع متر في قاع الخزان ما أثر على جودة المياه المتبقية في القاع والتي تُصنف في الدرجة الرابعة.

وأدى تفجير السد أيضا إلى موت العديد من أنواع الأسماك اختناقا وغيرها الكائنات البحرية الأخرى ما أثر على التنوع البيولوجي في المنطقة.

بحيرة أوسكيل

لم تنج النباتات الطبيعية والنادر منها على ضفة البحيرة الصناعية من الموت غرقا، بسبب كميات المياه الكبيرة التي تسربت من الخزان والتي تقدر بـ 435 مليون متر مكعب من المياه، بعد تفجير البوابات.

فيديو قد يعجبك: