دعا الرسول له بالبركة فصار من أغنى أغنياء المسلمين.. فمن هو؟
كتبت – آمال سامي:
"بارك الله لك"..هكذا دعا النبي للصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بالبركة التي لم تفارقه لحظة من يومها حتى وفاته، ففتحت عليه أبواب الرزق بعد أن كان دخل المدينة فقيرًا لا يملك من المال شيئًا حتى يقول:" فلقد رأيتني لو رفعت حجرًا لرجوت أن أصيب تحته ذهبًا أو فضة"، فما هي قصة ابن عوف التاجر المسلم السخي التقي المبشر بالجنة؟
عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتولي الخلافة من بعده، وهو من أوائل من بادروا إلى الإسلام، فيقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: هو أحد الثمانية الذين بادروا إلى الإسلام. وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم عقب إسلامه عبد الرحمن وكان قبله يسمى عبد الكعبة أو عبد عمرو على اختلاف الأقاويل، وحين هاجر المسلمون إلى المدينة كان عبد الرحمن بن عوف لا يملك شيئًا من المال، وحين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه، عرض عليه الأخير إحدى زوجتيه وما شاء من ماله، فقال لعبد الرحمن: إن لي زوجتين فاختر اجملهما اطلقها ثم تعتد ثم تتزوجها، وإن لي من المال كذا وكذا فخذ منه ما شئت، لكن عبد الرحمن بن عوف رفض هذا العرض السخي قائلًا: لا حاجة لي في ذلك، بارك الله لك في زوجتيك ومالك، ثم قال: دلوني على السوق، وهكذا بدأت الرحلة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة.
فقال ما هذا؟ قال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب.
قال: فبارك الله لك.
كان دعاء الرسول لابن عوف بالبركة أثرًا كبيرًا على تزايد أمواله وتكاثرها حتى وفاته، وكان مع ذلك كثير التصدق حتى تصدق مرة بنصف ماله كله لله، وكان حوالي أربعة آلاف، فقال المنافقون تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله أربعة آلاف دينار . فقال أناس من المنافقين : إن عبد الرحمن لعظيم الرياء، فنزلت آية: "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
ويروي الذهبي في سير أعلام النبلاء كيف كان ابن عوف كثير التصدق فيذكر ان عبد الرحمن بن عوف قد اعتق ثلاثين ألف بيت، وتصدق بشطر ماله في عهد الرسول، فعن الزهري قال : تصدق ابن عوف على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشطر ماله أربعة آلاف ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، وحمل على خمس مائة فرس في سبيل الله ، ثم حمل على خمس مائة راحلة في سبيل الله . وكان عامة ماله من التجارة، وكان رضي الله عنه شديد العناية بأمهات المؤمنين فيروي الذهبي أن عبد الرحمن باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار ، فقسمه في فقراء بني زهرة وفي المهاجرين ، وأمهات المؤمنين . قال المسور : فأتيت عائشة بنصيبها ، فقالت : من أرسل بهذا ؟ قلت : عبد الرحمن . قالت : أما إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون "
توفي عبد الرحمن بن عوف في سنة اثنين وثلاثين من الهجرة ودفن بالبقيع، وقيل انه ترك مالًا كثيرًا حتى قيل انه ترك لكل امرأة من نساءه مائة ألف بعد وفاته
فيديو قد يعجبك: