أطفال في بيت النبوة .. "إمامة بنت العاص" حفيدة النبي التي أهداها قلادة النجاشي
كتب – هاني ضوه :
في بيت النبوة تربى أطفال تمتعوا بحنان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونهلوا من محبته فتشربوا الرحمة والأنوار المحمدية، ومن هؤلاء السيدة أمامة بنت العاص حفيدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ابنته السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها.
ولدت السيدة إمامة بنت العاص في كنف أسرة من أجَّل الأسر، فأبوها هو العاص بن الربيع وهو أيضًا ابن خالة أمها السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجدتها لأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فبلغت بذلك الكمال.
توفت أمها زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثامنة للهجرة، وكانت لا تزال صغيرة فتربت في بيت جدها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حتى في صلاته، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه وغيره عن عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: "خرج علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها".
وقد احتضن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حفيدته "أمامة" بحنانه وعطفه فكان يحبها حبًا كبيرًا حتى أنه ذات يوم دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل بيته وقد جاءته هدية من النجاشي قلادة من جزع، فقال لهن، وهي في يده: لأدفعنها إلى أحب أهلي إليّ، فقلن فيما بينهن: ذهبت بها ابنة أبي قحافة، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يعطها إحداهن، ولا للسيدة عائشة رضي الله عنها، ثم نادى أمامة حفيدته، وكانت لا تزال طفلة صغيرة، فعلقها في عنقها.
وبعد أن انتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة 11 للهجرة، ولحقها أبوها العاص رضي الله عنه في السنة 12 للهجرة، انتقلت السيدة أمامة إلى كفالة الزبير بن العوام رضي الله عنه بوصية من أبيها، وظلت في كنفه يرعاها حتى خطبها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بعد أن توفت خالتها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بوصية منها، فتزوجها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وعندما اغتيل الإمام علي بن أبي طالب وحضرته الوفاة، وقبل أن تفارق الروح الجسد أوصى أمامة قائلًا: «إني لا آمن أن يخطبك معاوية بن أبي سفيان، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل (بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم) لك عشيرًا".
وبالفعل بعد وفاة الإمام علي كرم الله وجهه تحققت توقعاته ففي بعض الروايات، حسب ما جاء فيها أن معاوية بن أبي سفيان كتب إلى مروان بن الحكم واليه على المدينة يأمره أن يخطب له أمامة، ويبذل لها مئة ألف دينار، وكانت قد انقضت عدتها، وبناء على وصية الإمام علي أرسلت إلى المغيرة بن نوفل تقول له: إن هذا، يعني معاوية قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فبادر إليها، فتزوجت رضي الله عنها من المغيرة بن نوفل، وأقامت عنده وظلت زوجة صالحة ومخلصة طائعة، ولم ترزق بالأولاد منه ولا من الإمام علي كرم الله وجهه حتى توفاها الله تعالى.
فيديو قد يعجبك: