من هو الصحابي الذي أخبر الناس بتحويل القبلة؟
كتب- هاني ضوه :
أول ما قَدِمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة بعد الهجرة نزل على أخواله من الأنصار، وكان يصلى إلى ناحية المسجد الأقصى ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا على اختلاف الروايات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى أن تكون قبلته قِبَل البيت الحرام، فكانت أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مستقبلًا الكعبة المشرفة هي صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد قباء وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت الحرام.. (رواه الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما)
وكان هذا الرجل الذي أخبر الناس بتحويل القبلة عباد بن بشر الأنصاري، الذي أسلم على يد مصعب بن عمير -رضي الله عنه- قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وشهد عباد مع الرسول الغزوات كلها وكان فدائيًا مغوارًا شجاعًا فكتب الله له الشهادة في معركة اليمامة في عهد سيدنا أبو بكر الصديق وكان عمره خمسة وأربعين سنة.
ودعا النبي صلى الله عليه وآله لعباد بن بشر بالمغفرة فعن أن المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي، فسمع صوت عباد بن بشر، فقال: "يا عائشة صوت عباد بن بشر هذا؟" قلت: نعم. قال: "اللهم اغفر له".. (رواه الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما، وذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء).
ومن الكرامات التي أكرمه الله بها ما رواه ثابت عن أنس قال: كان عباد بن بشر ورجل آخر من الأنصار عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحدثان، في ليلة ظلماء حندس، فخرجا من عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأضاءت عصا عباد بن بشر حتى انتهى عباد وذهب إلى بيته. وأضاءت عصا الآخر، قال أبو عمر: الآخر أسيد بن حضير.. (رواه الإمام البخاري، وجاء في فتح الباري، وذكره الإمام النسائي في السنن الكبرى، والإمام أحمد في المسند).
فيديو قد يعجبك: