لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

11:30 م الثلاثاء 01 يوليه 2014

S40210

" كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما " ..الطبري

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفيّ صحابي جليل أسلم قبل الحديبيـة وشهدها وبيعة الرضوان، كان ضخم القامة، عبْل الذراعين، أصهب الشعر جعده، وكان من دهاة العرب.

إسلامه
قبل إسلام المغيرة بن شعبة كان قد قتل ثلاثة عشر مشركاً كانوا قدموا من الإسكندرية بهدايا من المقوقس، وجاء بها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليرى فيها رأيه، فهي غنيمة من المشركين، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إسلامه وردّ هذه وقال: (أمّا إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئاً ولا أخمّسُهُ لأن هذا غَدْرٌ، والغدر لا خير فيه).

وأقام المغيرة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى اعتمر عُمْرة الحديبية، في ذي القعدة سنة ست من الهجرة، فكانت أول سفرة خرج معه فيها، وبعثت قريش عروة بن مسعود يوم الحديبية للرسول -صلى الله عليه وسلم- ليكلّمه فجعل يَمَسُّ لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُقَنّع في الحديد، فقال لعروة: (كُفَّ يَدَكَ قبل أن لا تصل إليك). فقال عروة: (يا محمد! مَنْ هذا؟ ما أفظّهُ وأغْلظهُ!!). فقال: (هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة). فقال عروة: (يا غُدَر!-يُذكّر بما فعل بأصحابه قبل إسلامه- والله ما غَسَلْتُ عنّي سَوْأتَك إلا بالأمس). وكان قد أدّى دية أولئك عن ابن أخيه، وانصرف عروة الى قريش.

دهاؤه
عن عامر قال: (القضاة أربعـة: عمـر وعلـيّ وابـن مسعود وأبو موسـى الأشعري، والدُّهاة أربعـة: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد). قال قبيصة بن جابر: (صحبت المغيرة، فلو أن المدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها). وقال الطبري: (كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً، ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما).

جهاده
كان المغيرة بن شعبة مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطائف، وبعثه أبو بكر الصديق الى أهل النُّجَيْـر -حصن منيع باليمن قرب حضر موت لجأ إليه المرتدين-، وشهد اليمامة وأصيبت عينه يوم اليرمـوك، ثم كان مع رسـول سعد إلى رستم، وكان رسول النعمان بن مقرّن إلى أمير الفرس، وشهد تلك الفتوح.

الإمارة
ولاّه عمر بن الخطاب البصرة ففتح مَيْسان ودَسْت ميسان وأبَزْقُبَاذ، ولقي العجم بالمَرْغاب -نهر البصرة- فهزمهم، وفتح سوق الأهواز - اليوم تعرف بعربستان-، وغزا نهر تِيْرَى ومناذر الكبرى وهرب من فيها من الأساورة الى تُسَتُر، وفتح همذان، وشهد نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مُقَرَّن وكان عمر قد كتب: (إذا هلك النعمان فالأمير حذيفة، فإن هلك فالأمير المغيرة). وكان أول من وضع ديوان البصرة، وجمع الناس لِيُعْطَوْا عليه، وكان أول من سُلِّم عليه بالإمرة.

ثم ولاه عمر الكوفة وأقرّه عثمان ثم عزله فلمّا قُتِل عثمان اعتزل القتال الى أن حضر الحكمين وبايع معاوية بعد إجتماع الناس عليه، ثم ولاه الكوفة فاستمر عليها حتى توفي.

القوي والضعيف
قال عمر بن الخطاب: (ما تقولون في تولية ضعيف مسلم، أو قوي فاجر؟). فقال له المغيرة: (المسلم الضعيف إسلامه لك، وضعفه عليك وعلى رعيته، وأمّا القوي الفاجر ففجوره عليه، وقوته لك ولرعيتك). فقال له عمر: (فأنت هو، وأنا باعثُكَ يا مغيرة). فكان المغيرة على الكوفة سنة وثلاثة أشهر، وغَزَا أذربيجان سنة عشرين، وصالح أهلها، وكفروا بعد ذلك في ولاية عثمان، فغَزَا الأشعث بن قيس، ففتح حصوناً لهم بماجروان ثم صالحوه على صلح المغيرة، فأمضى لهم ذلك.

الرشوة
قال المغيرة: (أنا أول من رشا في الإسلام، جئت إلى يرفاً حاجب عمر، وكنت أجالسه، فقلت له: (خذ هذه العمامة فالبسها، فإن عندي أختها). فكان يأنس بي، ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب، فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المارّ فيقول: (إنّ للمغيرة عند عمر منزلةً، إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحداً).!!).

الكنية
استأذن المغيرة على عمر فقال: (أبو عيسى؟). فقال: (من أبو عيسى؟). قال: (المغيرة بن شعبة). قال: (فهل لعيسى من أب؟). فشهد له بعض الصحابة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكنيه بها، فقال: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- غفر له، وإنّا لا ندري ما يُفعل بنا). وكنّاه أبا عبد الله.

أهل البحرين
استعمل عمر المغيرة على البحرين فكرهوه، وشكوا منه فعزله، فخافوا أن يعيده عليهم، فجمعوا مائة ألف فأحضرها الدهقان إلى عمر فقال: (إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي). فسأله فقال: (كذب إنما كانت مائتي ألف). فقال: (وما حملك على ذلك؟). قال: (كثرة العيال). فسُقِطَ في يد الدهقان، فحلف وأكّد الأيمان أنه لم يُودِع عنده قليلاً ولا كثيراَ، فقال عمر للمغيرة: (ما حملك على هذا؟). قال: (إنه افترى عليّ فأردت أن أخزيَه!).

الشكر
قال المغيرة -رضي الله عنه-: (اشْكُرْ لمن أنعمَ عليك، وأنْعِمْ على مَنْ شكرك، فإنّه لا بقاءَ للنعمة إذا كُفِرت، ولا زوالَ لها إذا شُكِرَت، إنّ الشّكر زيادة من النعم، وأمانٌ من الفقر).

الزواج
كان المغيرة بن شعبة كثير الزواج كثير الطلاق، وما خلا عن أربعة أزواج أبداً، وكان يعيب صاحب الزوجة الواحدة فيقول: (وجدتُ صاحب الواحدة إن زارتْ زَارَ، وإن حاضت حاض، وإن نُفِسَت نُفِسَ، وإن اعتلت اعتلّ معها بإنظاره لها!!).

الوفاة
توفي المغيرة -رضي الله عنه- بالكوفة سنة خمسين للهجرة وهو ابن سبعين سنة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان