سُننٌ منسيّة (14): صلاة النوافل واستحباب أدائها في البيت
كتب - إيهاب زكريا:
يقول الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [الحشر:7].
وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد "مصراوي" بعض السنن الواردة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً بها.
يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا». (سنن ابن ماجة).
دليــل صــلاة النـوافـل في الـبـيــت
1- روى البخاري، ومسلم عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ).
قال النووي: " هذا عام في جميع النوافل الراتبة مع الفرائض والمطلقة، إلا في النوافل التي هى من شعائر الإسلام وهي العيد والكسوف والاستسقاء وكذا التراويح على الأصح فإنها مشروعة في جماعة في المسجد، والاستسقاء في الصحراء).
2- روى البخاري ومسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا )، وفي لفظ: (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا) .
3- وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا).
وقد سئل ابن عثيمين: هل يصلي الإنسان في المسجد الحرام لمضاعفة الثواب، أم يصلي في المنزل لموافقة السنة؟
فأجاب: المحافظة على السنة أولى من فعل غير السنة، وقد ثبت عن النبي أنه قال: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ولم يحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي النوافل في المسجد إلا النوافل الخاصة بالمسجد ... فالأفضل المحافظة على السنة، وأن يصلي الإنسان الرواتب في بيته؛ لأن الذي قال: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) هو الذي قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام). فأثبت الخيرية في مسجده، وبين أن الأفضل أن تصلى غير المكتوبة في البيت".
والصلاة في البيت أفضل إلا المكتوبة؛ لأن الصلاة في البيت أبعد من الرياء، إذ إنك في بيتك لا يطلع عليك إلا أهلُك، وقد لا يرونك وأنت تصلي، أما في المسجد فالكل مطلع عليك؛ ولأن فيها تعويدا لأهل البيت على الصلاة . ولذلك إذا كنت تصلي وعندك صبي لـه سنتان أو ثلاث سنوات تجده يصلي معك، مع أنك لم تأمره بالصلاة، ففي صلاة النافلة في البيت فوائد عظيمة .
وفيها أيضا أنك لا ترتكب ما نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولـه:
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر) يعني لا تجعلوها كالقبور لا تصلون فيها.
فيديو قد يعجبك: