إعلان

أستاذ شريعة يوضح معنى قوله تعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ}

12:59 ص الخميس 24 أكتوبر 2019

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال من أحد مستمعي إذاعة القرآن الكريم إلى الدكتور محمد قاسم المنسي - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة - يقول: "ما معنى قول الله سبحانه وتعالي“لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ"، ما المقصود بالحسنى وما المقصود بالزيادة؟".

فأجاب المنسي قائلا: إن هذه الآية الكريمة تقدم لنا أحد معالم فضل الإسلام على الإنسانية؛ حيث أقرت مبدأ الإحسان الذي ورد ذكره في قول الله عز وجل: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.. [يونس : 26].

وأوضح استاذ الشريعة من خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد مستمعي إذاعة القرآن الكريم أن هذا المبدأ يلتقي مع القاعدة الأساسية التي صُمم عليها هذا الوجود وهي قاعدة الإحسان، وأن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء، كما يلتقي هذا المبدأ مع مبدأ آخر قانوني وهو مبدأ العدالة الذي يقوم على فكرة الثواب والعقاب، كما يلتقي ثالثًا مع مبدأ تربوي رفيع وهو مبدأ الجمال، موضحًا أن الآية القرآنية كلها تعد منهاجًا يلتزمه المسلم في كل أمور حياته فينشر الخير والجمال حيثما كان وأينما كان.

وأوضح فضيلته أن المراد بالحسنى الوارد ذكرها في الآية دار السلام أي الجنة، أما الزيادة فقيل هي رضا الله عز وجل، وقيل هي رؤية الله سبحانه وتعالى، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" وقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا من النار؟"، قال: "فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم".

وأكد أستاذ الشريعة أن الآية تضع المنهاج القويم والصراط المستقيم الذي يجنى من ورائه الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ثم فهي تتسع لكل المعاملات بين الناس من صناعة وتجارة وتعليم وطب وغيرها من المعاملات، وتضع القاعدة الذهبية التي تقوم عليها وهي الإحسان، وقد وعد الله عز وجل المحسنين في هذه الآية وفي غيرها من الآيات بالجزاء الأوفي، ومن ثم فإن من أحسن في أي شأن من شئون الدنيا وعد من الله عز وجل بأمرين: الأول هو الحسنى؛ فإذا أحسن المرء فإن الله عز وجل يرد له إحسانه بما هو أحسن منه، لقول الله عز وجل {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، والأمر الثاني هو الزيادة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان