تفسير قوله تعالي "ويلٌ للمُطفّفين"
كتب- محمد قادوس:
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآية القرآنية {ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}. [المطففين: 1،2]
ويل، كلمة خزي وعذاب ووعيد، وقيل: واد في جهنم.
المطففين، التطفيف: الإنقاص في المكيال أو الميزان عن الحدود المطلوبة. والمطففين: جمع مطفف، من الطفيف، وهو الشيء التافه الحقير، لأن ما يغتاله المطفف من غيره شيء قليل. وقال ابن جرير: أصل التطفيف، من الشيء الطفيف، وهو القليل النزر.
فالمطفف: المقلل صاحب الحق عمّا له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن.
إذا اكتالوا، اكْتالُوا: من الاكتيال، وهو افتعال من الكيل.
والمراد به: أخذ مالهم من مكيل من غيرهم بحكم الشراء.
يستوفون، يطلبون حقوقهم وافية.
إذا كالوهم أو وزنوهم، أو وزنوا لهم، فحذفت اللام، فتعدى الفعل إلى المفعول، من باب الحذف والإيصال، فالو اوان في (كالوهم أو وزنوهم) يعودان إلى الاسم الموصول في قوله: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا. والضميران المنفصلان (هم) ، يعودان إلى الناس. (يخسرون): ينقصون من الكيل والميزان.
وخلاصة المعنى في الآية الاولي: أن الحق تبارك وتعالى يتوعد بالويل والخزي الشديد الذين يتلاعبون بالميزان فينقصون الناس حقوقهم مهما تكن، حتى لا يكادون يسرفون في الكيل والوزن إِلا الشيء اليسير، فكيف بمن يسرفون في الكثير منه؟! لا شك أنهم آثمون متوعدون بالعقاب الأغلظ.
وخلاصة المعنى في الآية الثانية: توعد الله بالعذاب صنفًا من الناس، يتحرون أخذ الحق حينما يكون لهم، ويحرصون عليه أشد الحرص؛ لتكون حقوقهم كاملة غير منقوصة، وإذا باعوا لغيرهم شيئًا، بالكيل أو الوزن أو ما يشبههما، فإنهم ينقصون أكيالهم وأوزانهم.
فيديو قد يعجبك: