لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بيد أشقى الآخرين وبسيف سمم شهرًا وشحذ 40 صباحًا.. هكذا استشهد الإمام علي

11:44 م الخميس 07 يونيو 2018

بيد أشقى الآخرين وبسيف سمم شهرًا وشحذ 40 صباحًا..

كتب – هاني ضوه:

شهد يوم ٢١ من شهر رمضان في سنة 40 من الهجرة النبوية المشرفة حدثًا جليلًا، حيث استشهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه.. بعد أن ضربه أشقى الآخرين عبدالرحمن بن ملجم عليه لعائن الله بسيف مسموم على رأسه الشريف وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة في ١٩ من رمضان.

حينها قال الإمام علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"، ثم حمل الإمام على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه.

وجيء للإمام علي بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم الإمام علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين، والبداية والنهاية فقال فيها: ولما احتضر علي جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها.

وقد أوصى الإمام علي كرم الله وجهه ولديه الإمام الحسن والإمام الحسين بتقوى الله والصلاة، والزكاة، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عن الجاهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، والتعاهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش.

ووصاهما بأخيهما محمد بن الحنفية، ووصاه بما وصاهما به، وأن يعظمهما ولا يقطع أمرا دونهما وكتب ذلك كله في كتاب وصيته رضي الله عنه وأرضاه.

وجاء نص وصيته: "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب; أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام". انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام; فلا تعفوا أفواههم ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله في جيرانكم; فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، والله الله في القرآن; فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة; فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم، فلا يخلون منكم ما بقيت ; فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله في شهر رمضان; فإن صيامه جنة من النار، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله في الزكاة; فإنها تطفئ غضب الرب، والله الله في ذمة نبيكم; لا تظلمن بين ظهرانيكم، والله الله في أصحاب نبيكم; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بهم، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معاشكم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: " وصيكم بالضعيفين; نسائكم وما ملكت أيمانكم". الصلاة الصلاة، لا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

وظل السم يسري بجسده الشريف إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدًا ليلة 21 رمضان سنة 40هـ عن عمر يناهز 64 عاما، فقد كان أشقى الآخرين ابن أبي ملجم قد سمم السيف الذي ضرب به الإمام علي لمدة شهر، وشحذه أربعين صباحًا.

وكان آخر ما تكلم به الإمام علي رضي الله عنه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَههُ}.. [الزلزلة : 7].

وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والإمامان الحسن والحسين رضي والله عنهما غسل جثمانه الطاهر وتجهيزه ودفنه، بأبي هو وأمي، وصلى عليه الإمام الحسن، فكبر عليه تسع تكبيرات.

وقد بشر الحبيب المعصوم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مولانا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بطريقة استشهاده عندما قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "يا علي أتدري من أشقى الأولين؟ قال الإمام علي: الّذي عقر النّاقة ـ يعني ناقة صالح ـ قال: صدقت، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن اشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: "الذي يضربك على هذا يعني يافوخه ويخضب هذه، يعني لحيته".

لذا كان الإمام علي رضي الله عنه يقول لأهل العراق عند تضجّره منهم: وددت أنّه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه ـ يعني لحيته ـ من هذه ـ ووضع يده على مقدم رأسه .

فكان عبد الرحمن بن ملجم المرادي من طائفة الخوارج أشقى الآخرين وكان فاتكاً ملعوناً، وكان الإمام علي رضي الله عنه في الشّهر الذي قتل فيه ـ وهو شهر رمضان من سنة أربعين ـ يفطر ليلة عند الإمام الحسن وليلة عند الإمام الحسين وليلة عند عبدالله بن جعفر رضي الله عنهم، لا يزيد على ثلاث لقم ويقول: أحبّ أن القى الله تعالى وأنا خميص البطن.

فلما كانت الليّلة التي قتل في صبيحتها أكثر الخروج والنّظر إلى السماء وجعل يقول: "والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت"، فلمّا كان وقت السّحر وأذن المؤذّن بالصلاة خرج للمسجد وكان ما كان.

مصادر:

كتاب البداية والنهاية – الإمام ابن كثير.

كتاب مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصبهاني.

كتاب تاريخ الطبري – الإمام الطبري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان