إعلان

العزى.. صنم قريش الذي هدمه خالد بن الوليد في رمضان وقتل شيطانته

08:36 م الثلاثاء 12 يونيو 2018

العزى.. صنم قريش الذي هدمه خالد بن الوليد في رمضا

كتب – هاني ضوه :

في الخامس والعشرين من شهر رمضان 8 هـ الموافق 15 يناير 630م بعث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خالد بن الوليد لهدم الأصنام ومنها العزى، فهدم معبد "البُسّ" وقطع شجراتها الثلاث المقدسة، كما بعث عمرو بن العاص لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، فأدَّى كل منهم مهمته بنجاح.

العُزَّى هي من آلهة العرب التي عبدها أهل مكة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وقصة القضاء عليها عجيبة، فقد كانت العزى بيتًا بنخلة يعبدونه ويعظمونه كما يعظمون الكعبة، على ثلاث شجرات مقدسة عندهم، وفيها شيطانة ، فيعبدون البيت ويطوفون به، وتكلمهم هذه الشيطانة من داخله، فتزيدهم غياً إلى غيهم، وضلالاً إلى ضلالهم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه فهدم البيت، وقطع الشجرات الثلاث، وقتل الشيطانة.

وقصة هدمه رواها عدد من العلماء وأصحاب الصحاح منهم الإمام النسائي والبيهقي وابن سعد في الطبقات الكبرى وابن كثير في البداية والنهاية، أنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال: "ارجع فإنك لم تصنع شيئا". فرجع خالد فلما أبصرت به السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزى، فأتاها خالد فإذا هي امرأة عريانة، ناشرة شعرها، تحتفن التراب على رأسها، فعممها بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "تلك العزى".

وذكر الإمام علي بن برهان الدين الحلبي في كتابه "السيرة الحلبية": "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي حين فتح مكة خالد بن الوليد في ثلاثين فارسًا من أصحابه إلى العزى، وهو صنم كان لقريش، وكان معظمًا جدًّا، وفي لفظ: العزى نخلات، أي سمرات مجتمعة؛ لأنه كان يهدى إليها كما يهدى إلى الكعبة؛ لأن عمرو بن لحي أخبرهم أن الرب يشتي بالطائف عند اللات، ويصيف عند العزى، فلما وصل إلى محلها، أي وكان بناء على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم ذلك البناء، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال له: هل رأيت شيئًا؟ قال: لا، قال: فارجع إليها، فرجع خالد وهو متغيظ، فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس: أي شعر رأسها منتشر تحثو التراب على رأسها، فجعل السادن يصيح بها: أي يقول: يا عزى عوّريه، يا عزى خبليه، فضربها خالد فقطعها نصفين: أي وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك ** إني رأيت الله قد أهانك ـ ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم تلك العزى".

وتعد العزى طرفًا في الثالوث الإلهي الذي يجمعها مع اللات ومناة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللات ثم مناة؛ وكانوا يعتقدون أيضا أنها من بنات الله فكانت قبيلة قريش وقبيلة كنانة تخصها بالعبادة ويعبدها أيضا كل من والاهم، وحسب رواية ابن الكلبي فإن أول من اتخذ العزى إلهة يعبدها هو ظالم بن أسعد.

مصادر:

كتاب "السيرة الحلبية" – الإمام علي بن برهان الدين الحلبي.

كتاب "البداية والنهاية" – الإمام ابن كثير.

كتاب "الأصنام" - لابن الكلبي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان