شوال بين الجاهلية والإسلام
بقلم – هاني ضوَّه :
الإسلام دين التفائل والبشريات، لذا حثنا الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله آن نكون مبشرين لا منفرين، وألا نتطاير أو نتشائم لأن التطاير ذنب كبير، بل بعث الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبشرًا قبل أن يكون نذيرًا.
وكانت العرب في الجاهلية تتشائم من شهر شوال، معتقدين أن من يتزوج في هذا الشهر لن ينجب، فكانوا يقولون: إن المرأة التي تتزوج في شوال تمتنع من ناكحها كما تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذنبها.
وجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأبطل هذا التشائم، بل واستحب الزواج فيه، فكان زواجه من أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في شهر شوال. تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شوال، وبنى بي في شوال؛ فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت أحظى عنده مني؟!".
لذا فقد فهم الصحابة والسلف والعلماء الكرام من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم استحباب الزواج في شهر شوال، وذكر الإمام مسلم في صحيحه أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تستحِبُّ أن تُدخِل نساءها في شوال.
وجعل أئمة الحديث في كتبهم أبوابًا حول استحباب الزواج في شهر شوال، فوضع الإمام الترمذي في سننه باب: ما جاء في الأوقات التي يُستحب فيها النكاح، والإمام النسائي سننه "النكاح باب: التزويج في شوال، وسنن ابن ماجه في النكاح باب: متى يُستحب البناء بالنساء، وكذلك ابن حبان في النكاح باب: ذِكْر إباحة تزويج المرء المرأة في شوال ضدَّ قول من كرهه، الإمام أحمد في مسنده، وغيرهم.
ويقول الإمام ابن كثير رحمه الله: "وفي دخوله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة عائشة رضي الله عنها في شوال ردّ لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين".
فيديو قد يعجبك: