إعلان

الإسراء والمعراج عزاء النبي في عام الحزن

04:45 م الأحد 25 مايو 2014

7336247-1368195484102

بقلم – هاني ضوَّه :

عام الحزن .. ذلك العام الذي شهد وفاة أعظم نصيرين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .. اللذان دافعا عنه ونصراه وقت أن تخلى عنه الناس واتهموه وآذوه، ففي هذا العام توفى أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان قوة تعمل لها قريش ألف حساب.

وقد كان أبو طالب يدفع عن النبي الأذى ويحامي له، بل لم يتهاون مع قريش للحظة إن فكروا في إذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد حدث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غاب عن مكة، وبحثوا عنه فلم يجدوه، وظن أبو طالب حينها أن قريشًا قد آذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو قتلوه، فجمع أربعين شاباً من بني هاشم، وأعطى كل واحد منهم حديدة، وقال لكل واحد منهم عليك بفلان من قريش.

وفي أثناء هذا الكلام ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أبو طالب لأبنائه: لينصرف كل منكم إلى بيته وأعماله، ثم ذهب إلى نادي قريش، وقال لهم: يا معشر قريش لقد غاب ابن أخي اليوم فظننت أن مكروهًا نزل به، فجمعت أربعين من أبنائي، وكلفت كل واحد منهم بواحد منكم، ثم ظهر ابن أخي فكففت عنكم، ولو أصاب ابن أخي مكروه فأنتم جميعًا فيه، ثم تركهم وانصرف.

لذا كان حزن النبي على عمه أبو طالب شديد، ولم يكد يمر شهر حتى توفت مناصرته الثانية وداعمته وزوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، فقد كانت تقف بجوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أشد لحظات حزنه، تشد من أزره، منذ بداية نزول الوحي في غار حراء وحتى وفاتها رضي الله عنها.

فعندما نزل أمين الوحي جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في لقائه الأول، وعاد إلى السيدة خديجة وهو يقول: "دثروني دثروني"، فطمأنته وقالت له: "كلا لن يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر".

كما أنها تحملت معه وأعانته عندما حاصر الكفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين في شُعب أبي طالب، في مرحلة شديدة وقاسية على المسلمين جميعًا، إلا أنها هونت عليه ودعمته وكان سندًا له.

فجاءت بعد وفاتهما رحلة الإسراء والمعراج ليعزي بها الله سبحانه وتعالى نبيه ويسري عنه في حزنه وليخفف عنه ما ألم به من حزن ومصيبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان