في ذكرى وضع حجر الأساس له.. بناه جوهر الصقلي ولم يكن "الأزهر" اسمه عند بنائه
كتب – هاني ضوه :
"الجامع الأزهر الشريف".. اسم عريق له مكانته في العالم أجمع، وهي مكانة اكتسبها عبر دوره العلمي والتنويري عبر مئات السنين منذ إنشائه وحتى يومنا هذا، حيث بني في عهد الدولة الفاطمية بعد أن أمر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي قائده جوهر الصقلي بغزو مصر حيث استطاع أن ينتزعها من الإخشيديين.
وذكر المقريزي في كتابه "اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا" أنه بعد أن دخل جوهر الصقلي مصر شرع في بناء المركز الملكي "للخلافة الفاطمية" وجيشها، وفي مثل هذا اليوم 25 جمادي الأول قام جوهر الصقلي بوضع حجر الأساس للجامع الأزهر الشريف 359 هـ، وذلك لنشر مذهب الشيعة الإسماعيلية، الذي تتبناه الدولة الفاطمية.
ووقع الاختيار على مكان الأزهر الشريف الحالي بالقرب من مدينة الفسطاط التي كانت على المذهب السني، فأصبحت القاهرة مركزًا للطائفة الإسماعيلية والدولة الفاطمية.
لم يكن اسم الجامع الأزهر في البداية بهذا الاسم، بل اختار له جوهر الصقلي اسمًا آخر عرف به حتى بعد وفاته نفسه، فكان يسمى بـ "جامع القاهرة" وذكر المؤرخون أن من اختار له اسم الأزهر هم علماء مصر وفقهاؤها، وقد استغرق بناؤه عامين، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361هـ / 972م.
وذكر كتاب " الجامع الأزهر الشريف" للدكتور محمد عنان أن المسجد بني في البداية على شكل قاعة للصلاة مع خمسة ممرات وفناء مركزي متواضع، ومنذ ذلك الحين وُسِّع المسجد عدة مرات مع منشآت إضافية محيطة تماما بالهيكل الأصلي، شكل العديد من حكام مصر في الفن والهندسة المعمارية للأزهر، من المآذن أضيفت من قبل المماليك، وبوابات المضافة أثناء الحكم العثماني للتجديدات الأخيرة مثل تركيب المحراب الجديد،كما أن بعض المآذن أو القباب الأصلية قد نجا، مع بعض المآذن الحالية التي قد أعيد بناؤها عدة مرات.
وكان تصميم الأزهر وقت إنشائه يتألف من صحن تحفُّه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وعلى الجانبين الرواقان الآخران، وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، ثم ما لبث أن أضيفت مجموعة من الأبنية شملت أروقة جديدة، ومدارس ومحاريب ومآذن، غيَّرت من معالمه الأولى، وأصبح معرضًا لفن العمارة الإسلامية منذ بداية العصر الفاطمي.
وكانت مرحلة التحول الكبيرة للجامع الأزهر الشريف في عهد الدولة الأيوبية بعد أن استطاع الناصر صلاح الدين الأيوبي أن ينتزع حكم مصر من الفاطميين بين عامى 1169 و1193 ميلادية فأبطل "كل مظاهر الدولة الفاطمية التي كانت تعتنق المذهب الشيعى الإسماعيلى المخالف للمذهب السنى مذهب الدولة الأيوبية" حتى إنه أبطل صلاة الجمعة سنة 1169 بالجامع الأزهر وأقر صلاة الجمعة فى جامع الحاكم بأمر الله.
ورغم عدم إقامة صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر فإنه احتفظ بدوره التعليمى وظل مدرسة لتدريس العلوم الدينية والعقلية واللغوية فضلا عن إقامة الصلوات الخمسة يوميًا.
وجاء عهد الظاهر بيبرس البندقدارى الذى حكم مصر بين عامى 1260 و1277 ميلادية فأعاد صلاة الجمعة إلى الجامع الأزهر بداية من يوم الجمعة 18 ربيع الأول 665 هجرية الموافق 17 ديسمبر 1266 ميلادية "بعد انقطاعها مدة تقارب مئة سنة" وقام بالتجديد فى عمارة الجامع.
فيديو قد يعجبك: