مسجد الإمام البوصيري بالإسكندرية
بقلم – هاني ضوَّه :
اشتهر صاحبه بشعر المديح النبوي حتى صارت قصيدته "البردة" من أشهر قصائد المديح التي كتبت.. إنه مسجد الإمام البوصيري الذي يقع بحي الجمرك المطل على الميناء الشرقية لمدينة الإسكندرية وفي مواجهة مسجد أبي العباس المرسي، وهي المنطقة التي تعرف باسم منطقة المساجد وتشتهر بوجود مجموعة من المزارات الإسلامية التي تضم العديد من الأضرحة لأولياء الله الصالحين الذين وفدوا على مدينة الإسكندرية فب عصر كل من الدولة الأيوبية والمملوكية.
وينسب المسجد إلى الإمام الصوفي والشاعر شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد حماد بن محسن – الملقب بالبوصيري نسبة إلي مدينة بوصير بصعيد مصر والذي عاش في الفترة من 1213م – 1295م، وينتمي أجداده إلى فرع من قبيلة صنهاجه ببلاد المغرب، والذين نزح بعضهم إلى مصر واستقروا بها.
يُعد الامام شرف الدين البوصيري من تلاميذ أبو العباس المرسى، و اشتهر بالشعر الصوفي في حب الله تعالى ومدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وغادر البوصيري إلى الإسكندرية واستوطنها حتى آخر حياته وعاصر في حياته عدداً من سلاطين المماليك و منهم الظاهر بيبرس، وفي الإسكندرية عرف الإمام البوصيري شيخ الإسكندرية وعالمها الجليل أبا العباس المرسى ولازمه وتتلمذ على يديه.
وقد كان المسجد قديماً زاوية صغيرة حتى شيد المسجد الحالي عام 1274هـ ( 185م)، ويتكون من مربعين منفصلين.
ويأخذ مسجد "البوصيري" نفس الشكل المعماري لمسجد أبي العباس المرسي تقريباً، حيث يتكون التخطيط المعماري لجامع الإمام البوصيري من مساحة مستطيلة لها أربع واجهات، تُعد كل من الواجهة الشمالية الشرقية والواجهة الجنوبية الغربية واجهتان رئيسيتان.
يتكون المسجد من مساحة مستطيلة تحتوي على صحن المسجد وبيت للصلاة ومصلي للنساء ودورة للمياه ومكتبة إسلامية وقبة ضريحية.
وللجامع خمس قباب، القبة الأولي تجاور المئذنة بالواجهة الجنوبية الغربية وهي قبة ضريح الإمام البوصيري، ويلي المئذنة القبة الثانية وتتوسط بيت الصلاة، أما الثلاث قباب الأخرى فإنها تقع بالواجهة الشمالية الشرقية وهي عبارة عن ثلاث قباب متجاورة تغطي سقف المكتبة الإسلامية الملحقة بالجامع.
والقبة الضريحية الملحقة بالمسجد تقع خلف بيت الصلاة بالناحية الجنوبية الغربية وهي عبارة عن مساحة تخطيطها مربع يتوسطها تركيبة رخامية بداخلها ضريح الإمام البوصيري ويغطي سقف القبة الضريحية قبة يوجد محمولة على صفوف من المقرنصات المجلدة بالخشب ، ويحيط بالجدران من أعلى كتابات باللون الأبيض على أرضية زرقاء اللون من أبيات شعرية من بردة البوصيري ، ويوجد بالطرف الغربي للجدار الجنوبي الغربي شاهد قبر من الرخام بداخله كتابة بالخط الكوفي البسيط يرجع تاريخه إلى القرن السادس الهجري .
أما مصلي النساء فيتوصل إليه من خلال فتحة باب بالرواق الخارجي للمسجد حيث يؤدي هذا الباب إلى سلم دائري صاعد يؤدي إلى مصلي النساء وهو عبارة عن مساحة مستطيلة تطل على بيت الصلاة بالناحية الجنوبية الشرقية بشرفة من الجص المشغول وتطل على صحن المسجد برفرف خشبي مائل ، هذا وقد ألحق بالمسجد أيضا حجرة تستخدم حاليًا لإمام المسجد، وتقع على يسار دركاة المدخل بالناحية الجنوبية الشرقية وهي عبارة عن حجرة مستطيلة بأرضيتها بالناحية الجنوبية الغربية فوهة بئر عليه خرزة من الرخام الأبيض.
وقد تم مؤخرًا ترميم مسجده وقبره في حي الأنفوشي بالإسكندرية وهما يلعبان دورًا كبيرًا في حياة المدينة حيث يجذبان الزائرين من سائر أنحاء العالم. ويفخر المسجد بلوحة جدارية مخطوطة جميلة تشمل 94 بيتًا من قصيدة البردة منقوش عليها تعليقات وآيات قرآنية.
فيديو قد يعجبك: