إعلان

منها طلب العلم النافع.. خطيب المسجد الحرام يكشف طرق الوصول إلى سبيل الرشاد

03:20 م الجمعة 28 يونيو 2024

الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب- علي شبل:

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس: من اتقى الله تعالى جعل له هُدى يتبصر به من العمى والجهالة، كما أن من توفيق الله لعبده أن يجعله سالكاً سبيل الرشاد، مسدداً في قوله وعمله، داعياً إلى الخير ودالاً عليه، وهذا فضل كبير ومقام رفيع، وضِدُّ ذلك؛ أن يضِلَّ المرء عن سبيل النجاة والهداية ويَسْلُكَ مسالك الغواية، وشتان بين الحالين، لقوله سبحانه: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾.

وأضاف أنّ لإدراكِ الرَّشَدِ وتحصيلِه أسباباً، يأتي في مُقَدّمَتِها: الاستجابةُ لدعوة الإيمان والطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ وقول صلى الله عليه وسلم: (من يطع الله ورسوله فقد رشد). واتّباعُ القرآن يهدي إلى الحق وسبيل الصواب، كما قال الله سبحانه عن مؤمني الجن: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾.

وتابع إمام وخطيب المسجد الحرام: إن ممن يوفق لسبيل الخير وإصابة الطريق المستقيم مَنْ وَصَفَهم الله بقوله: ﴿والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾. حيث من سبل نيل الرشاد: طلب العلم النافع، كما قال الله تعالى على لسان موسى للخضر عليهما السلام: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾. كما أنّ من طرق اكتساب الرشد: سؤالُ الله سبحانه تلك المنزلةَ؛ فقد سألها الفتيةُ المؤمنة حين أووا إلى كهفهم؛ ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾، وأَمَر اللهُ تعالى نبيَّه عليه الصلاة والسلام بذلك السؤال إذ يقول: ﴿وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾، وامتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه؛ فكان يسأل ربه الرشد ويقول: (اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي!) وحين يكون العبد مستجيباً لربه، محباً للإيمان، مقبلاً على الطاعات، مبغضاً للمعاصي، فليحمد الله على تفضله عليه وإحسانه إليه، ويلزم الاستقامة، والتضرع إلى الله أن يثبته على الهدى، ويحب للناس ما يحبه لنفسه، بالسعي في نفع الخلق وهدايتهم بدلالتهم إلى الطريق السويِّ العدلِ الرضي.

واستطرد في الخطبة: جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر) والمقصود بمعلم الناس الخير: هم العلماء والدعاة وكل من يرشد الناس إلى ما يقربهم من الله تعالى وما فيه نجاتهم في الآخرة، كما أن النافع من الدروس والخطب والوصايا والأمثال والرسائل والكتب والنصائح والمواعظ كلَّها تدخل في باب الإرشاد .

وأشار إلى أن مما يمتاز به المجتمع المسلم أن يشيع بين أفراده روابط متينة وأخلاقيات سامية كالتآخي والمحبة والتناصح والإرشاد، فشأن المسلم أن يحرص على هداية الخلق ولا يألوَ جهداً في دلالتهم على الخير وتوجيهِهم إلى طريق الصواب مستشعراً أن الإرشاد أداةُ إصلاح وهداية، وهو من النصيحة التي هي من حقوق الأخوة الإيمانية.

كما ينبغي أن يكون باعثه للقيام بهذا العمل هو وجهَ الله وطلبَ مرضاته، وألا يضيق صدره إن لم يُستجَب لإرشاده ولم يُعمل بتوجيهاته فإن ذلك لا يضيره شيئاً ولا يُضيع أجره.

وقال: إن من أعظمَ منّة الكريم المنان؛ حين يحبِّبُ إلى عبده الإيمان، ويزيِّنُه في قلبه، ويبغِّض إليه الكفر والفسوق والعصيان! يقول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ كما أن الذين فقدوا صفة هؤلاء المؤمنين وحادوا عن سبيل الراشدين قد ضلوا وما كانوا مهتدين، فمن لم يؤمن بالله حق الإيمان فليس براشد، ومن لم يستجب للحق ويُذعن لربه واتبع هواه فليس براشد، ومن كذب بآيات الله وأعرض عنها فليس براشد، ومن عادى الرسول وخالف منهجه من بعد ما اتضح له الحق فليس براشد، ومن استكبر في الأرض بغير الحق فليس براشد، ومن آثر الحياة الدنيا وزينتها وسعى لها وغفل عن الآخرة وترك العمل لها فليس براشد.

اقرأ أيضًا:

علي جمعة يوضح المراد من قول النبي "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر"

سنة أم بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يوضح حكم القيام عند مرور الجنازة

هل المصحف بطريقة برايل يأخذ نفس أحكام القرآن الكريم؟.. المفتي يوضح

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان