كيف تكون الرقية الشرعية؟.. اعرف كيفيتها وشروطها وما يقال فيها
كـتب- علي شبل:
من رحمة الشريعة أنها جعلت لبعض الأمراض علاجا للنفس والجسد، ومن العلاجات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم استخدام الرقية، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا بأس بالرُّقى ما لم تكن شركاً. رواه مسلم.
وحول الرقية الشرعية وحكمها وكيفيتها وشروطها وهل يقوم بها الإنسان بنفسه، أم يجوز طلبها من الصالحين، يرصد مصراوي أبرز المعلومات عن الرقية الشرعية، وفق رأي الإفتاء والأزهر الشريف وكبار العلماء، وذلك في التقرير التالي:
(1) ما هي الرقية الشرعية وشروطها؟
الرقية الشرعية هي ما اجتمع فيها ثلاثة أمور:
1 - أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه: لأنه يُكره الدعاء بغير العربية، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية.
3 - اعتقاد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.
فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا بأس بالرُّقى ما لم تكن شركاً. رواه مسلم.
(2) هل وردت عن النبي وما حكم طلبها من الصالحين؟
أجاز الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، الرقية بأم القرآن (الفاتحة)، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
وقد صَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.
وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد أجاز جمهور الفقهاء العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه؛ فلا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ"، وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».
(3) صيغ الرقية ومتى تؤدى
- يؤكد أهل العلم أن أنفع الرقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان نفسه؛ وتعد سورة الفاتحة من أنفع ما يُقرأ على المريض، وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه -عز وجل- وتفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم؛ ولما ورد فيها من النصوص مثل رقية اللديغ الواردة في صحيح البخاري.
- عند رقية المريض يقال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. رواه مسلم.
- ومن اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم ويقول: بسم الله (ثلاثاً) ويقول: (سبع مرات): أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. رواه مسلم.
- عند الإصابة بالعين والسحر والمس، وكذا الأمراض العضوية، وقد تكون الإصابة من العين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. رواه مسلم، وكذلك ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين. رواه البخاري.
- ومما يقي من شر العين المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، والتوكل على الله تعالى.
- ومن أنفع ما يقي من السحر بل ومن كل شر: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة.
(4) بعض الأدعية الواردة في السنة المطهرة:
• أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
• أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة.
• أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
• أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
• اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
• اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك.
• أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيئ أعظم منه ، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته،إن ربي على صراط مستقيم.
• اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً.
اقرأ أيضًا:
هل يجوز الأخذ من أموال أرسلت لي لتوزيعها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
فيديو قد يعجبك: