أستاذ بالأزهر يعلق على جدل واجبات الزوجة: ارحموا الأسرة المصرية واجعلوها تستقر
كتبت - آمال سامي:
بعد زيادة الجدل الدائر حول واجبات الزوجة وتصريحات البعض بأن الزوجة ليست ملزمة بالطهي لزوجها او خدمة أبنائها وفي النهاية أنها ليس عليها ارضاع الأبناء إلا بأجر، يعلق الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، على هذا الجدل الدائر قائلا في تصريحات خاصة لمصراوي: "ارحموا الأسرة المصرية ألا ترون نسب الطلاق ألا ترون تدني الأجور أعطوا الرجل راتبا يكفي ونحن نأتي بخادمات من كل مكان".
وقال البدري إن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكأنه عرف مقاصد الشرع ومصالح المجتمع وتكلم نيابة عن رب العالمين، معلقا على قول أن "الأم ليست ملزمة بالرضاعة ولوفعلت ذلك تتقاضى أجرأ مقابل الرضاعة" ان هذا ليس من كلام الله بل هو في وهم الكاتب أنه كلام الله ولكنه هو في الحقيقة كلام تاجر بأمومته وخطاب أنثوي غريب على مجتمعنا وكأن الكاتب لا يعيش حياة المصريين.
وقال البدري ان المهتمون بالطفولة والأمومة يردن أجرا على ذلك ويحرضن النساء المصريات للتضجر من أطفالهن وأزواجهن وكأن المجتمع يعيش رفاهية يستطيع أن يأتي بخادمة ومرضعة وشفير لزوجته هؤلاء يخببن المرأة على زوجها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من خبب امرأة على زوجها، متسائلا: "هل من صرح بهذا كانت لا ترضع أولادها ؟".
وروى البدري كيف جاءت أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية - (رضي الله عنها ) الملقبة بخطيبة النساءفقالت يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! إنَّ اللهَ بعثك للرجال وللنساء كافة ، فآمنا بك وبإلـٰهك ، وإنَّـا معشر النساء محصوراتٌ ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ ، قواعدُ بيوتكم ، وحاملاتُ أولادكم ، وإنَّكم معشرَ الرجال فُضِّلتُم علينا بالجُمَع والجماعات ، وفُضِّلتُم علينا بشهود الجنائز ، وعيادة المرضى ، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج ، وأعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ ، جلسنا في بيوتكم نحفظُ أموالكم ، ونربي أولادكم ، ونغزلُ ثيابكم ، فهل نشاركُكم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر ؟فالتفت ﷺ بجملته وقال :هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة ؟قالوا : يا رسولَ الله! ما ظننا أنَّ امرأةً تسألُ سؤالَها ؟فقال النبي ﷺ :يا أسماءُ ، افهمي عني ؛ أخبري من وراءك من النساء أنَّ حُسنَ تبعلِ المرأة لزوجها ، وطلبَها لمرضاته ، واتباعَها لرغباته يعدِلُ ذلك كله .فأدبرت المرأةُ وهي تُهلِّلُ وتُكبِّرُ وتُردِّدُ :يعدل ذلك كله ، يعدل ذلك كله ..
وقال البدري ان الكاتبة قد جعلت الكاتبة نفسها عرضة لكلام مضحك مثل: وحضرتك بتحسبي الرضعة بكام ؟؟، "ومن قال لها أن الشرع لم يلزمها هل قرأت جيدا أم خلطت أمر المطلقة بالزوجة"، وذكر البدرب قول يحيى بن آدم سألت الحسن بن صالح أن المرأة تأبى أن ترضع ولدها من الرجل ... وإنما يكون أجر الرضاع للمطلقة لأن قوله تعالى ) وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ( في سورة الطلاق وقال المطلقة أحق بولدها أن ترضعه ، وقال أبو ثور إذا كانت المرأة عند زوجها فعليها رضاع ولدها لقول الله عز وجل ) والوالدات يرضعن أولادهن ( ثم أخبر في المفارقة إذا أرضعت أن لها أجرا ثم قال ) وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ( فأبان حكم الزوجة من حكم المفارقة .
وقال البدرب أن علينا النظر لأهل التخصص فقد قال فضيلة الأستاذ الدكتور وكيل الأزهر السابق الدكتور عباس شومان مستدلا بقوله تعالى :" (ووَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا..)جمعت الآية بين الحمل والرضاع،فلم جعلتم الحمل مجانا والرضاعة بأجر؟!وأكد البدري أدلة كثيرة على إلزامها بالرضاعة دون أجر ألا تستحي من تتكلم في هذا ماذا ستقول لابنها أنا كنت باخد أجر على إطعامك إفساد للأسرة، وكلام غريب على مجتمعنا لا يبحثن عن القضايا الحقيقية، متسائلا : "طيب بالله عليك أخذت على إرضاع أولادك أجرا من زوجك؟" وقال البدري أن تعليق المرأة المصرية كان :" دا بيتي وعيلتي .. نجاحهم من نجاحي وفشلهم من فشلي يا بنات بلاش تتبعوا الناس دي الناس دي مش عايزين غير خراب البيوت البيوت مش بتبنى بالنديةالبيوت بتبنى بالمودة والرحمة والاحترام والثقةكل واحد من الطرفين يبذل كل جهده لخدمة وراحة التاني عشان البيت ينشئ ذرية سليمة ومستقرة نفسياًالمرأة ملزمة بإرضاع ابنها بقوله تعالى:" والوالدت يرضعن :"
وقال البدري أن يرضعن إخبار بمعنى الأمر، فقال الإمام الإسنوي في قوله تعالى:" والوالدت يرضعن :"إن الخبر قد يستعمل لإرادة الأمر والسبب في هذا المجاز أن الأمر والخبر يدلان على وجود الفعل .فمعنى: ﴿ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾ ليرضعن؛ أي: عليهن إرضاع أولادهن، وعبر عن الطلب بصيغة الخبر؛ للإشارة إلى أن ذلك الوجوب تنادي به الفطرة، ويتفق مع طبيعة الأمومة، وأن الأمهات يلبِّين الطلب فيه بداعٍ من نفوسهن؛ فلذلك عبر بالخبر، كأن الإرضاعَ وقع من غير طلب خارجي، فكان ذلك التعبير مفيدًا للأمر التكليفي، ومقررًا للأمر الفطري ، ونصح البدرب في ختام حديثه : "قدموا للأسرة ما يجعلها تستقر"
فيديو قد يعجبك: