أبي يشرب قليلًا من الخمر ويقول إن هذا ليس حرامًا.. وعلي جمعة يرد
كتبت – آمال سامي:
تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، سؤالًا من أحد مريديه في إحدى مجالسه العلمية، يقول فيه: أبى يشرب الخمر وعندما أقول له حرام يقول أنه يشرب القليل وهذا ليس حرام؟ فماذا أفعل؟
فأجاب الدكتور علي جمعة قائلًا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أسكر كثيره فقليله حرام"، مؤكدًا أن كثير الخمر وقليله حرام، وجماهير الأمة على أن الخمر نجس ولو أنه قد سقطت من الخمر نقطة فهي نجسة تستوجب منا التطهر من أجل الصلاة في الثياب أو في المكان أو في البدن، فالخمر أم الكبائر وأم الخبائث، حرمها الله سبحانه وتعالى قليلها وكثيرها.
وأضاف جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، مؤكدًا أن هذا الكلام من الابن البار لأبيه هو نوع من أنواع النصيحة لله وهو نوع من أنواع البيان لأحكام الشرع التي يجهلها ذلك الأب حيث ظن خطئًا أن قليل الخمر حلال.
وقال جمعة إن ما فعله الابن كذلك هو نوع من الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر وإلا خالف الله بين قلوبكم، فأمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وأمرهم بالنصيحة وأمرهم بالبعد عن المنكرات وكل ما يذهب العقل، وذلك لأن العقل مناط التكليف، فلا يصح التكليف إلا لمن أمتلك عقلًا، ولذلك يقول جمعة، رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يبلغ، والذي جمع هذه الثلاثة هو عدم التحكم الكامل في العقل، ولذلك إذا ما كمل عقل الإنسان بالبلوغ وكان حاضرا قادرًا فإنه يكلف بكل التكاليف، فإن غاب شرط من ذلك وفقد عقله أو غاب عنه فإنه يفقد التكليف ولا يكون مكلفًا.
ونصح جمعة هذا الأب قائلًا إن عليه أن يطيع ابنه والشريعة من قبله، فالخمر حرام وهي بلاء يجب عليه أن ينتهي عن قليلها وكثيرها بكل انواعها، موضحًا أن ما أصاب عصرنا هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: سيأتي على أمتي زمان يسمون الخمر بغير اسمها يستحلونها بذلك، قائلًا أن الناس سمت الخمر بأنواع مختلفة طبقًا لمصادرها وكلها خمر لأن النبي حرم كل مسكر وسمى كل مسكر في الشريعة خمرًا، لذلك فكل خمر بمختلف أشكاله وألوانه وأسماءه وأنواعه حرام.
فيديو قد يعجبك: