عمرو الورداني: النبي أمرنا بالذهاب للأطباء النفسيين

كتبت – آمال سامي:

"لو حد مصاب بالهم والكرب على طول ودايما بيفكر في الموت واللي هيحصل له بعد الموت والحساب بصورة أفسدت عليه دنياه وعانى من هذه الحالة بعد وفاة أمه ماذا يفعل؟ وهل من الممكن يلجأ لدكتور نفسي ولا كده يعتبر ضعف إيمان لأن الشافي هو الله؟" هكذا تلقى الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، السؤال السابق من أحد متابعي برنامجه "ولا تعسروا" المذاع على القناة الأولى المصرية، ليجيب مؤكدًا أن المعنى الأخير الذي ذكره السائل هو معنى سلبي لا يصح أن يكون عند المسلم، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من أرشدنا للذهاب للأطباء النفسيين لأنه قال: "إن الله ما أنزل داءًا إلا وأنزل له دواء، وقال تداووا عباد الله"، "الذهاب للطبيب امتثال لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم".

وأكد الورداني أن هذا الشخص انتقل إلى مرحلة من الاضطراب النفسي فلم يعد يستطيع أن يعيش حياته بشكل طبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن من استطاع أن ينفع أخاه بشيء ينفعه "آه يلجأ لطبيب نفسي أيه المانع؟ إذا كانت حياتنا بدأت تقف فاحنا محتاجين دا، ودي حالة معروفة وهي اضراب بعد الصدمة"، مؤكدًا أن هذا أمر معروف، والمفترض أن هذه الحالة مع الاستشارة تنتهي بسرعة وهناك كثيرون تجاوزوها.

"لغاية ما تروح لطبيب نفسي لازم تعمل تلت حاجات" يقول الورداني أن أول هذه الامور أن يعلم أن والدته الآن في نعيم ويجب أن يحسن الظن بالله في معاملته لها، "الأحب ليك أن والدتك تفضل معاك خاصة لو كانت مريضة في ضيق الدنيا ؟وتظل حزينة ومتعبة أم تذهب لساحة الكريم فيكرمها ويعطيها عطاء من لا يخشى الفاقة؟"، قائلًا إن الوجع والإحساس بالوحدة علاجه رمي الحمول على الله والشعور بأنسه وكرمه، فالله ما أخذ عزيزًا على إنسان إلا وكشف له أن العزيز كشف له حضرته ليعزه من ذل أن يتعلق بفان.

الأمر الآخر الذي يشير إلى الورادني هو ضرورة تجديده بعلاقته بالله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه لا يريد أن يؤذيه بل يرقيه، "أومال انت بتقول إنا لله وإنا إليه راجعون ليه؟ ربنا عاوز يرقيك عشان تتعامل مع أنسه مباشرة"، وآخر ما ينصح به الورداني أن يرسل السائل الهدايا للعزيز الذي فقده ويفهم أنه لم يتحول لعدم وأن هناك جسر مفتوح بينه وبيه، ويمكن أن يرسل إليه الهدايا وتصل إليه، فإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها ولد صالح يدعو له، "ادعي لها وكتر من الدعاء وهيكون سبيل بينك وبينها وهتحس بساعدتها وإن شاء الله تصلك البشرى منها".