خلق الإنسان من طين والملائكة من نور والجن من نار.. فمن أي شيء خلق الحيوان؟

كتب- محمد قادوس:

خُلق الإنسان من طين والملائكة من نور والجن من نار، فمن أي شيء خلق الحيوان؟.. سؤال عرضه مصراوي علي الدكتور أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، قائلًا في رده: خلق الإنسان من طين بدليل قوله تعالى {هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2].

وخلق الملائكة من النور بدليل ما جاء في صحيح مسلم عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ).

وخلق الجان من نار بدليل قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: 27].

والجمل خلق من الجن فعن عبد الله بن مغفل المزني قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لَا تُصَلُّوا فِي عَطَنِ الْإِبِلِ فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ، أَلَا تَرَوْنَ عُيُونَهَا وَهَبَابَهَا إِذَا نَفَرَتْ، وَصَلُّوا فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ ، فَإِنَّهَا هِيَ أَقْرَبُ مِنَ الرَّحْمَةِ ). [أخرجه أحمد في المسند].

وأضاف الباحث الشرعي في رده لمصراوي: اختلف العلماء في معنى ذلك فالبعض قال حمل الحديث على ظاهره، والبعض ذهب إلى أن ذلك مجاز عن كونها من جنس الشياطين في العناد والتمرد.

وأشار سلامة إلى أنه لا يوجد دليل صحيح صريح في أصل خلقت بقية الحيوانات والبهائم إلا قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور: 45]، مشيرًا الي أن البعض قد ذهب إلى أنها خلقت من الماء أو كان الماء من عناصر خلقها وذهب البعض الآخر أن المقصود من الماء هنا هو المني، وذهب البعض أنها خلقت من تراب لأنه مصيرها يوم القيامة ومصيرها في الدنيا، واستدلوا لذلك بما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}، قَالَ: يُحْشَرُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْبَهَائِمُ، وَالدَّوَابُّ، وَالطَّيْرُ، وَكُلُّ شَيْءٍ، فَيَبْلُغُ مِنْ عَدْلِ اللهِ أَنْ يَأْخُذَ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: كُونِي تُرَابًا، فَذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ : { يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا }، وقد قال ابن كثير في تفسيره 2: 564 " .. وذكر وهب بن منبه في إسرائيلياته أن الله خلق الخيل من ريح الجنوب لكن هذا لا دليل عليه.