لكل دين قبلة.. تعرف على قِبلات الأديان الثلاث وسر تحويلها إلى الكعبة
كتبت – آمال سامي:
ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل بيت المقدس في صلاته ما بين ستة أو سبعة عشر شهرًا، ثم حوله الله منها إلى الكعبة بعد ذلك، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، وعلى اختلاف الأقوال، فمنها من يرى ان ذلك كان في منتصف شهر شعبان، واختلف العلماء كذلك في سر اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم بيت المقدس كقبلة منذ البداية، فقالوا أنه اجتهاد منه ورأي، وقال آخرون أنه كان مخيرًا بين الكعبة وبيت المقدس فاختار بيت المقدس طمعًا في استمالة اليهود وايمانهم، وهو ما اختاره الطبري، أما الجمهور فيؤكد أن كل ذلك كان وحيًا من الله ثم نسخ وأمره باستقبال الكعبة.
وقد أورد المفسرون أسباب رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة إلى الكعبة حيث فسر بعضهم ذلك كما يقول الطبري في تفسيره لأن اليهود كانوا يقولون: يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا، وقال آخرون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن تكون قبلته إلى الكعبة لأنها كانت قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، فعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وكان أكثرَ أهلها اليهودُ، أمره الله عز وجل أن يستقبل بيتَ المقدس. ففرحت اليهودُ. فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرًا، فكان رسول الله صَلى الله عليه وسلم يُحب قبلةَ إبراهيم, فكان يدعو وينظر إلى السماء, فأنـزل الله عز وجل: "قد نرى تقلُّبَ وجهك في السماء".
قبلة اليهود
في الشريعة اليهودية يجب أن تتلى الصلاة في اتجاه القدس "هيكل سليمان" أو المسجد الأقصى، وهي الوجهة التي يتجه إليها اليهود حتى الآن في صلواتهم وإن صلوا في منازلهم، فيضع اليهود لوحة جدارية تسمى "مزراح" تشير إلى اتجاه الصلاة.
قبلة المسيحيين
يتجه النصارى (الأرثوذوكس والكاثوليك) إلى الشرق في صلاتهم، وذلك لانهم يؤمنون أن المسيح سيأتي من جهة الشرق، فيقول انجيل متى: " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ"، ويرى البروتوستانت أن الاتجاه للشرق ليس ضروريا، إذ يصلون إلى أي جهة.
أمة وسط...قبلة وسط
"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"...اختار تعالى للمسلمين التحويل لقبلة إبراهيم عليه السلام واختارها للمسلمين كي يجعلهم خير الأمم، ليكونوا يوم القيامة شهداء عليهم لأن الجميع يعترفون لهم بالفضل، ويقول ابن كثير أن الوسط هنا كان اختيار الله سبحانه وتعالى للأمة في كل شيء، فاختار رسول الله أوسط قومه نسبًا أي أشرفهم نسب، وكانت قريش أوسط العرب نسبًا ومحمد أوسط قومه، فاختيار الكعبة كقبلة كان وسطًا أيضًا إذ هي في وسط الأرض، فيقول أبو هريرة رضي الله عنه: " خُلقت الكعبة قبل الأرض بألفي سنة . قالوا : كيف خلقت قبل وهي من الأرض ؟ قال : كانت حشفة – يعني : جزيرة - على الماء ، عليها ملكان يسبحان الليل والنهار ألفي سنة ، فلما أراد الله أن يخلق الأرض دحاها منها ، فجعلها في وسط الأرض ".
ويقول القرطبي في شرحه للآية أن قوله تعالى كذلك جعلناكم أمة وسطًا، أي أنه كما أن الكعبة وسط الأرض، كذلك جعلناكم أمة وسطًا، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم، والوسط العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها.
فيديو قد يعجبك: