إعلان

بالروح والجسد.. خطيب الأزهر: الإسراء والمعراج معجزة إلهية وعلى العقل أن يتنحى جانبًا

03:55 م الجمعة 25 فبراير 2022

الدكتور إبراهيم الهدهد

كتبت – آمال سامي:

رحلة الإسراء والمعراج كانت موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الأزهر وسائر مساجد الأوقاف بمصر، إذ عممت الأزهر الخطبة في كافة المساجد وقامت بترجمتها إلى 19 لغة، ودارت الخطبة حول الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة.

وألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، أحد علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم في الجامع الأزهر، بعد تلاوة آيات من سورة الإسراء، خاصة آية: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى"، قائلًا إن القرآن الكريم إذا ذكر فيه "سبحانه" ارتفع نظر العقل وتنحى، لأن ما يأتي بعد "سبحانه" أمر يدعو للعجب لأنه يخرج من دائرة العقل، فعلمنا الله سبحانه أنه يحدثنا عن معجزة فعلى العقل أن يتنحى جانبًا.

إذ يقول الهدهد أن العقل تعود على النظر على العادات والأسباب التي تنشيء العادات، فقد اعتاد ما رآه في وجود الله من حوله من الربط بين الأسباب والمسببات، وأن كل نتيجة لها سبب، ولذا، قال العلماء المعجزة أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوة.

وأشار الهدهد إلى أن العلماء تعاملوا مع الكرامة كما تعاملوا مع المعجزة، فجعلوا الكرامة أمرًا خارقًا للعادة، ومن هنا يقول الهدهد أن العقل إذا تدخل في مثل هذا المواضع ارتكب مراكب الشطط ورفض وقبل لأنه لم ينزل منزلته، فمنزلته تنبني على ما جرت به عادات الحياة حوله.

وأكد الهدهد أن هذا يرفع قول من قال إن الإسراء كانت رؤية منامية، لأن الإسراء كان بعبده والعبد يكون روحًا وجسدًا، ولو قال تعالى سبحان الذي أسرى بروحه لكان لذلك القول مدخل، ولا يرد على ذلك بقوله تعالى: "وما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس"، وذكر هدهود أن من يقول أن الإسراء كان رؤية منامية إنما اعتمد على هذه الآية، وعلى بعض روايات أخرى، وذلك بناء منهم على أن الرؤيا بالألف المقصورة فتكون في الرؤية المنامية وأما الرؤية البصرية فتكون في الرؤية الحياتية.

"ونقول لهم كان عليكم أن تراجعوا كلام أهل العلم فاللغة العربية كما تستخدم رأى في البصر تستخدمها في المنام" يوضح الهدهد خطأ الاعتقاد السابق، مستشهدًا بما قاله سبحانه وتعالى حين حدثنا عن الإسراء في صورة النجم قال: "ما زاغ البصر وما طغى"، مشيرًا إلى أن البصر من أدوات الجسد لا الروح، وقال تعالى أيضًا: "أفتمارونه على ما يرى" أي اتجادلونه فيما رآه، ويقول الهدهد إنه من المعلوم أن اللغة المنامية لا يجري فيها مراء ولا جدل، وإنما يجري المراء والجدل فيما يكون معجزة.

ويؤكد الهدهد أن المسلمين وعموم الأمة مجمعون على أن الإسراء معجزة وعلى أنها حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنها حدثت تكريمًا له صلى الله عليه وسلم، وقال إن في رحلة الإسراء والمعراج معجزات كثيرة وإشارات عدة، وفيها بيان لمقدار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه ليتبصر الخلق مقامه، فهو أشرف الأنبياء وخاتم الأنبياء لذا أمهم في المسجد الأقصى، "فكيف نرد كلامًا جاء في أكثر من ثلاثين حديثًا في كتب الصحاح والمسانيد وغيرها؟!" يقول الهدهد مستنكرًا.

وأوضح الهدهد أنه كما بينت سورة الإسراء الإسراء، بينت سورة النجم المعراج، وعلق على من "ادعى أنه من العقلاء وانه يعمل العقل فيما يسمع" أنه حين أدخل نفسه في هذه الدائرة ارتكب الشطط وأصبحت الشبهات تعدد، وتعامل مع القضية باعتبارها قضية حياتية يسقط عليها أسباب الحياة والعادات، "ومعلوم عند أهل النظر أن ما كان معجزًا لا دخل للعقل فيه، لأنه جاء لهذا العقل، فكيف يدخل المقهور هذه الدائرة؟!".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان