هل يختلف حكم نقل الأعضاء إذا تم أثناء الحياة أو ما بعد الموت؟ أستاذ بالأزهر يجيب

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، عن أحكام نقل الأعضاء والتبرع بها وهل تختلف عما إذا كان ذلك أثناء الحياة أو بعد الموت، ليؤكد عبد الجليل خلال فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب أن الإنسان في الأساس ليس حرًا في أعضاءه لأنه لا يملكها فالملك لله وحده.

ومن هنا يقول سالم عبد الجليل أن لهذا السبب ذهب كثير من العلماء برفض التبرع بالأعضاء في المطلق على أعتبار أنها ليست ملك المتبرع أصلا، موضحًا أن الأعضاء ليست كالأموال مثلًا، فالمال نكتسبه مقابل عمل نأخذ عليه أجر، أما الأعضاء فقد وضعها الله فينا فقط، وقال عبد الجليل أن من أجازوا نقل الأعضاء اجازوا بشرطين يصعب تحققهما، وكأنهم أرادوا أن يقولوا لا، والشرط الأول أن يكون تبرع مطلق، مثل ابن مع أبيه أو محب مع حبيبه لا يريد منه شيء، فلا يوجد تبرع مشروط كمال أو هدية أو انتظار أي شيء أو وجود أي اتفاق على اي شيء، والشرط الثاني هو ألا يتأثر المنقول منه بذلك، "طبيعي هيتأثر! هو في حد هيبقى عنده كليتين ويتبرع بواحدة ويحمل كلية واحدة وظيفة كليتين؟ طبيعي لازم هيتعب وجسمه مش هيعمل بنفس الكفاءة"، ليؤكد عبد الجليل إن الشرطين إن تم تحققهما لن تحدث مسألة التبرع بالأعضاء نهائيًا بالنسبة للحي، ولكن إن توفر الشرطان، يقول عبد الجليل أنه لا حرج في هذه الحالة.

أما بعد الوفاة، فيقول عبد الجليل أننا يجب أن ندرك أن كثير من الأعضاء لا يمكن نقلها بعد الوفاة، بل تحتاج إلى النقل أثناء الحياة، وبالتالي فالنقل بعد الوفاة إما أنه لا يصلح لكثير من الأعضاء، وإما أنه يتم للأسف مع ارتكاب محظور خطير جدًا وهو منازعة الإنسان للموت، وهو ما يسمى موت جزع المخ لا الموت الحقيقي، مؤكدًا أن من أراد أن يأخذ من ميت عضوًا سواء كان تبرع به أو يسمح القانون بأخذه، فلابد أن يكون بعد الوفاة الحقيقية التي لا يختلف عليها أحد، وأكد عبد الجليل أنه لا مانع من التبرع ببعض الأعضاء الصالحة بعد الموت وأن يوصي الناس بذلك بشرط أن يتم النقل بعد الوفاة الحقيقية المطلقة، ولكن بعض الأعضاء إن نقلت يحدث نوع من الاختلاط في الأنساب فلا يجوز نقل مثل هذه الأعضاء، ويقول عبد الجليل أن ذلك مثل بويضة المرأة فلا يجوز نقلها.

موضوعات متعلقة:

الإفتاء تحسم الجدل بشأن نقل الأعضاء من ميت إلى حي

التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة.. متى يكون حلالًا ومتى يكون حرامًا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب