فتوى جواز كتابة الأب أملاكه باسم بناته تثير الجدل.. ومجدي عاشور يوضح لـ "مصراوي" فتواه
كتبت – آمال سامي:
أثارت فتوى لدار الإفتاء المصرية الجدل حول حكم كتابة الأب أملاكه لبناته حال حياته، إذ أكد الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة المفتي، عبر برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، أن المال ملك الأب مادام على قيد الحياة وله ان يتصرف فيه كما يشاء، بشرط ألا يدخل في الأمر نية حرمان باقي الورثة من ميراثه.
لم تكن هذه الفتوى الوحيدة بهذا الصدد، إذ أفتى عاشور بذلك في وقت سابق أيضًا عبر بث دار الإفتاء المباشر ، وهو ما وصفه البعض بـ "مخرج مرضي للجميع"، إلا أن شيوخا آخرين قد عارضوا عاشور في ذلك، ابرزهم الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إذ قال عطية في حواره مع برنامج "يحدث في مصر" المذاع على إم بي سي، أن بعد آية المواريث قال تعالى: " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ"، فيقول عطية أن "العملية خطيرة ويجب السير على الأصل الأصيل" مؤكدًا ان البنت لها نصف التركة لو كانت واحدة وإن كانوا اثنين فاكثر فلهم الثلثين، مضيفًا أن لجوء الأب لكتابة الأملاك باسم بناته لمنع الورثة الشرعيين يدخله النار: "الكتابة هتودي نار جهنم كل شيء مكتوب في كتاب المواريث" مؤكدًا أن كلمة هو حر في ماله ليست صحيحة بل هو حر وفق الضوابط الشرعية، "دا رايح يتحاسب وربنا شرع الشرع في مصلحة الآدمين في الدنيا والآخرة..اللي خلقهم هو اللي حطلهم نصيبهم".
وتواصل مصراوي مع الدكتور مجدي عاشور ليوضح لنا فتواه ويرد على الجدل، فأوضح عاشور أنه قد سئل في الفتوى هل يجوز أن يكتب الرجل ما يملك لبناته حال حياته، مؤكدًا "عندنا فتوى في دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للرجل أن يكتب لبناته وغير بناته ما شاء في حال حياته"، وأضاف عاشور أن الشرط في هذه الحالة حتى تصح ألا يكون ناويًا بكتابة هذه الأشياء كلها حرمان باقي الورثة، فالأمر مشروط بالنية، فيقول عاشور"فلو نوى أن يحرم الآخرين فهو آثم شرعًا".
وقال عاشور إنه في حال كان الأب قد أعطى البنات لأن البنات تحتاج للزواج أو للتعليم أو لأن ابن من أبناءه عنده إصابة ما أو يحتاج أمر ما، فهذا لا شيء فيه لأن للأنسان أن يتصرف في ماله كما يشاء والمال في حال حياته ملك له، "لكن الممنوع فقط ان ينوي أن يوزع هذا المال على ابناءه حتى لا يأخذ منه بقية الورثة".
هل كتابة الأب كل ما يملك لبناته تعني أنه ينوي حرمان باقي الورثة؟
يجيب عاشور قائلًا إن هذه نية ولا يطلع عليها إلا الله فهي بين العبد وربه، "في ناس بتكتب لبناتها جبران لخاطرها وليس في ذهنه بقية الورثة عشان محتاجين أكتر، وهذا جائز ولا شيء فيه"، مؤكدًا أن نيته الأب في هذه الحالة لا يطلع عليها غير الله.
وعما إذا كانت تلك الفكرة ستجعل كل أب يفكر في هذا الامر بحجة أنه لا ينوي حرمان الورثة، على الرغم من أنه إن كتب كل ما يملك لبناته فيكون ضمنيا قد حرم الورثة، يقول عاشور "مفيش حاجة اسمها ضمنيًا دا خلط للأمور...أنا قولت في أمر واقع قضائي أن كلامه يمشي..أما أمر الديانة فهي النية فنقول أن عليه ألا ينوي هذا الأمر"، وأوضح عاشور أنه طالما كتب هذه الاملاك لبناته في حياته أيا كانت نيته فلا يحق للورثة أن يطالبوا بها لأنها قد انتقلت لذمة بناته وملكيتهم بمقتضى العقد، "النية هي الفارقة فإذا حسنت النية فلا إثم عليه".
فيديو قد يعجبك: