إعلان

على هامش مؤتمر الأزهر.. "الفارابي" شيخ الفلاسفة والمعلم العربي الأول

04:04 م الثلاثاء 16 مارس 2021

الجامع الازهر الشريف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

يعقد الأزهر الشريف، اليوم وأمس، مؤتمرًا بعنوان "إسهامات الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية"، وكان من بين من شاركوا في المؤتمر السيد ناويزباي أونغارف، مفتي جمهورية كازاخستان، الذي ذكر أن الفارابي ولد ونشأ في كازاخستان وتعلم في مدرسة أوترار بها، وبعدها سافر إلى بعداد وسوريا ومصر وسمرقند وبخارى، وغيرها من البلاد، قائلًا أن الفارابي استطاع اتقان عدة لغات ومنها العربية والفارسية واليونانية، كما أن له عددا من الاكتشافات العلمية في شتى المجالات.. وفي السطور التالية يلقي مصراوي الضوء على حياة الفارابي وأبرز ما قدمه للحضارة الإسلامية..

من هو الفارابي؟

" شيخ الفلسفة الحكيم أبو نصر ، محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ ، التركي الفارابي المنطقي ، أحد الأذكياء" هكذا وصفه الذهبي في مطلع الحديث عنه في كتابه "سير اعلام النبلاء"، ذاكرًا أن له عدة مؤلفات مشهورة لكنه رغم ذلك يقول أن من ابتغى الهدى منها "ضل وحار" حسب تعبيره، وقد تخرج من مدرسته ابن سينا، ويعتبر مؤسس الفلسفة العربية فلقب بفيلسوف العرب.

يروي الذهبي في سيره عن الفارابي أنه كان يحب الوحدة وكان زاهدًا كزهد الفلاسفة، فلا يحفل بملبس ولا منزل، وكان الحمداني يعطيه في كل يوم أربعة دراهم، كما كان متأثرًا بفلسفة أرسطو ويراه أستاذه، فيروى أنهم سألوه ذات يوم أنت أعلم أو أرسطو؟ فقال: لو أدركته لكنت أكبر تلامذته.

لا يعرف على وجه الدقة تاريخ ميلاد الفارابي، إلا أنه توفي في الثمانين من عمره في رجب عام 339 هـ، واختار محمد لطفي جمعة في كتابه "تاريخ فلاسفة الإسلام" أنه ولد عام 260 هجريًا ، ويذكر جمعة أن كثيرًا من تاريخ حياة الفارابي الذي نقل عنه ليس صحيحًا على وجه الدقة، فقد روي عنه روايات كثيرة مشكوك في صحتها، لكنه يقول أن بداية اليقين في حياة الفارابي هي رحلته من مسقط رأسه إلى بغداد وهو صبي، ليصل إلى المدينة الزاخرة مركز حضارة العالم في عهد العباسيين، وتعلم هناك.

يشهد تاريخ تكوين الفارابي الفكري على التسامح الديني في هذا العصر، إذ تلقى الفارابي الكثير من العلوم على أيدي أساتذة مسيحيين، فتعلم المنطق من أبو بشر متى بن يونس، وكذلك اللغات، وتعلم الفارابي قواعد اللغة من أبي بكر السراج، ثم ارتحل إلى حران ليدرس الفلسفة على يد "يوحنا بن حيلان"، فكانت جذور المعرفة لدى الفارابي متعددة الينابيع، إذ تلقاها من أساتذة مختلفين في عقائدهم ودينهم، وهو ما أثر بشكل كبير في تكوين أبرز وأعظم فيلسوف إسلامي.

التحق الفارابي بحاشية الأمير سيف الدولة أمير حلب، وهو سيف الدولة الحمداني الذي كان يمتدحه المتنبي في شعره، فكان يجلس في مجالسه ويناظر العلماء فيه، ويقول الذهبي أنه كان يعرف نحو سبعين لغة، وأيضًا كان أبرع من يضرب العود، فيروي الذهبي أنه كان ذات مرة في مجلس سيف الدولة الحمداني "فأخرج عودا من خريطة وشده ولعب به ، ففرح كل أهل المجلس ، وضحكوا من الطرب ، ثم غير الضرب ، فنام كل من هناك حتى البواب فيما قيل ، فقام وذهب"، وقيل أيضًا أنه أول من اخترع القانون.

كان الفارابي زعيم أكبر فرقة إسلامية في عصره وهي فرقة المتكلمين، وكانت تركز في الإلهيات، وكان هورها في مرو، و تقوم هذه الفرقة على فكرة البحث عن الأشياء في مبادئها وتتحرى المعنى والفكرة والروح، ولا تصف الله بالحكمة في الخلق أو بالعلة الأولى، ولكن بأنه واجب الوجود، وكانت تقدر الأشياء بوجودها، فتسعى في إثبات ذلك أولًا.

أبرز مؤلفات الفارابي التي وصلت لنا:

1. التوفيق بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو.

2. آراء المدينة الفاضلة.

3. فيما ينبغي الاطلاع عليه قبل قراءة أرسطو.

4. فصوص المسائل.

5. رسالة في المنطق، القول في شرائط اليقين.

6. رسالة في القياس، فصول يحتاج إليها في صناعة المنطق وهي خمسة فصول.

7. رسالة في ماهية الروح.

توفي الفارابي بدمشق في رجب سنة 339 هـ، وصلى عليه سيف الدولة الحمداني، وقبره بباب الصغير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان