علي جمعة يؤكد صحة قصة "الغرانيق" وهذه فائدتها
كتبت – آمال سامي:
سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن قصة "الغرانيق" ومدى صحتها، وذلك في أحد مجالسه العلمية، وعبر فيديو نشر على صفحته الرسمية على يوتيوب، ذكر جمعة أن قصة الغرانيق قد رواها الطبري في تفسيره لسورة النجم، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو سورة النجم عند الكعبة والمهاجرين من الصحابة في الحبشة في الهجرة الأولى، حتى وصل إلى قوله تعالى: "ومناة الثالثة الأخرى"، فصوت الشيطان بصوت عال سمعه المشركون وظنوا أنه جزء من القرآن الذي يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعوه يقول: "تلك هي الغرانيق العلا، وإن شافعتهن لترتجى"، فهي كلمات قالها أبليس فأحدث بها تشويشًا وسمعها المشركون، وقالوا حينها أن محمد بدأ يقرب منهم، وقال على أصنامهم تلك هي الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى.
"دا وافقنا أهو والوثنية مفيهاش حاجة"، يتابع جمعة وصف كيفية استقبال المشركين لكلمات الشيطان، إذ بلغت درجة أنهم سجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين سجد، ويقول جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف ما حدث لأنه كان منشغلًا بالتلاوة، واشيع الخبر، حتى وصل إلى الحبشة، فرجع بعض المهاجرين فرحين ظانين أن هناك اتفاقا حدث مع قريش، ويقول جمعة أن هذا الرجوع كان سببًا في الهجرة الثانية إلى الحبشة، إذ أن المهاجرين حين عادوا أدركوا أنه لم يتغير شيئًا، فحين قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قد مجد أصانمهم وقال أن شفاعتهن ترتجى، أجابهم بأن هذا كلام فارغ ولم يقله أساسا، وبقت الأوضاع كما هي عليه وعاد المهاجرين مجددًا إلى الحبشة.
وذكر جمعة أن هذا الحديث أورده أيضًا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وقال عنه "وهو بسند جيد"، "بيهاجموا سيدنا الرسول من خلال القصة دي على طريقة شك الحيرى..وده مش بيفتح باب إلى أن النبي وهو بيتلو الشيطان دخل حاجة كده...إذا كان كل حاجة قولناها وحتى دا، احنا ناس عندنا شفافية ووضوح مش ناقصين مستشرقين ولا مستعربين ولا مستعمرين".
وقال جمعة أن هذه القصة هامة للغاية، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول من رآني في المنام فقد رآني حقًا، فنستفيد منها أن المحفوظ هو الصورة الشريفة بسيدنا النبي وليس الكلام، فإذا حين يرى أحد النبي فقد رآه حقًا، لكن إن قال أذهب إلى فلان الفلاني واسمه كذا كذا، وتسمع كلامه، فيقوم من النوم ويذهب إلى ذلك الشخص فيقول له أنا ربنا، فلا يصدقه بدعوى أن النبي قال له ذلك، فيقول ابن حجر والامام النووي عن هذا الامر: "والمحفوظ الصورة...فقال من رآني ولم يقل من سمعني"، مؤكدًا أن في استطاعة الشيطان أن يلقي هذا الصوت فقد ألقاه في قصة الغرانيق، "ليها فايدة وفايدتها حفظ العباد في طريق الله من الضلال"، فكلما رأوا رسول الله عرضوا كلامه على الشرع الشريف.
فيديو قد يعجبك: