إعلان

بعد ادعاء "قمصان" إصابته بالسرطان.. هكذا يرى الشرع ادعاء المرض

07:07 م الثلاثاء 12 يناير 2021

الدكتور أحمد كريمة

كتبت – آمال سامي:

"قمصان محارب السرطان" بطل قصة جديدة تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت تلك القصة حين اعلن محمد قمصان على حسابه الشخصي إصابته بالسرطان وأنه وصل لمرحلة خطيرة وانتشر السرطان في جسده وبدأ يلتهمه، وعلى الرغم من أن البعض لم يصدق قصته وانتقده، إلا أن والدته كانت تخرج وتؤكد أن ابنها يعاني من السرطان منذ أربع سنوات، ومؤخرًا قالت إنه أصيب بجلطة بسبب توجيه النقد له، وأمس، ألقت مباحث دسوق بكفر الشيخ القبض على قمصان ووجهت إليه تهم إذاعة أخبار كاذبة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي واساءة استخدام وسائل الاتصالات في غير الغرض المخصص لها، حيث كان قمصان صاحب العشرين عامًا يستغل ما يزعمه من إصابة بالسرطان في جمع التبرعات من المواطنين.

"لا تتمارضوا فتمرضوا"

حديث مشهور تداوله جمهور مواقع التواصل الاجتماعي عبر صدمتهم في "قمصان" لكن يؤكد لنا الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، أنه ليس بحديث، فهو من الأحاديث المنتشرة التي لا تصح ونصه: "عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتمارضوا، فتمرَضوا، ولا تَحفِروا قبوركم، فتموتوا"، وأضاف البدري أن من أدعى المرض ليصل إلى الأموال فالأموال التي يتحصل عليها نتيجة لذلك "سحت محرم"، وأكد البدري أن هذا من قبيل النصب الذي يجب أن يردع بالقانون.

"من فتح باب مسألة فتح الله له بابًا من الفقر"

يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، في حديث خاص لمصراوي أن على الإنسان أن يشكر الله تعالى في السراء والضراء، إذ قال الله سبحانه وتعالى: "ولئن شكرتم لأزيدنكم" وقال: "واما بنعمة ربك فحدث"، وأضاف كريمة أن الإسلام قد حرم أن يشكو الإنسان أحواله ولو كانت حقيقية بما يكشف عن تضجره وتبرمه بقضاء الله وقدره، لأن الواجب على الإنسان السوي أن يصبر، أما لو ادعى الإنسان المرض والفقر والفاقة على غير الحقيقة، يقول كريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذلك في أخبار كثيرة منها: " ولا يفتح عبد باب مسألة –أي تسول من الناس- إلا فتح الله عليه باب فقر "، ولذا يجب على الإنسان أن يبتعد عن الانتحال والتمثيل والتزوير والتدليس، وأن يكون على شكر ورضا من الله سبحانه وتعالى.

أما حكم من يفعل ذلك، فيقول كريمة إنه بهذا يأكل المال السحت، فقال تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"، فيجب عليه أن يرد هذه الأموال لأصحابها، وأضاف كريمة: "نهيب بأصحاب الأموال ألا ينخدعوا بهذه التمثيليات وان يتعاملوا مع المؤسسات والجمعيات المعتمدة لأنها تبحث أحوال هؤلاء، خاصة المؤسسات الجادة، حيث تجرى أبحاث ميدانية وتحريات حتى تدفع الأموال إلى أصحابها، ونهيب أيضًا بالناس أن يأكلوا وينفقوا من عرق الجبين وكد اليمين فتلك عزة المسلم المؤمن السوي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان