دفن مرارًا ولم تقبله الأرض.. فما هي قصته؟
كتبت – آمال سامي:
في حديث أخرجه الإمام أحمد ورواه الإمام البخاري، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل بعض أصحابه يكتب ما ينزل عليه من وحي وغيره، فكان من بني النجار رجل قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الصحابة في ذلك الحين يعدون من قرأهما عظيمًا، فيروي الإمام أحمد في مسنده عن أنس أنه قال في إحدى الروايات التي ذكرت قصة ذلك الرجل: "وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران يعد فينا عظيما"، لكنه لم يكن عظيمًا بل كان يكذب على رسول الله.
فكان هذا الرجل يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يغير فيما يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليصرف عنه الناس لكنه لم يخبر أحدا من المسلمين بذلك حتى ارتد ولحق بالكفار، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن الأرض لن تقبله حين يدفن فيها وستلفظه، وهي النبوءة التي تحققت فعلًا..فعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز فينا، يعني عظم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملي عليه غفورًا رحيمًا، فيكتب عليمًا حكيمًا، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت، ويملي عليه: عليمًا حكيمًا، فيكتب سميعًا بصيرًا، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت، قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد، وإني كنت لا أكتب إلا ما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا تقبله قال أنس: فحدثني أبوطلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده منبوذًا، فقال أبوطلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض.
والحديث أخرجه أحمد ورواه البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة بلفظ آخر، وقال ابن كثير عن رواية أحمد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه.
فيديو قد يعجبك: