تحويل القبلة.. هل كان بمسجد القبلتين أم بمسجد قباء؟
كتبت – آمال سامي:
"مسجد القبلتين".. من المشاهد المقدسة التي حرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على إبرازها في إطار تعريفه للمشاهد المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة منذ بداية موسم الحج، ونشر المركز عدة معلومات عن المسجد، فذكر أنه يقع في الجهة الغربية من المدينة المنورة بمنطقة بني سلمة على طريق خالد بن الوليد، وتحديدًا في هضبة حرة الوبرة، وكانت مساحة المسجد قديمًا 425 متر مربع، أما عن سبب تسميته بهذا الاسم، فهو يرجع لتحويل القبلة فيه حيث كانت قبلة المسلمين في بداية الصلاة فيه إلى المسجد الأقصى ثم كان التحويل في العام الثاني من الهجرة إلى المسجد الحرام... فما هي قصة تحويل القبلة وتسمية مسجد القبلتين بهذا الاسم؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمسجد بني سلمة الذي سمي فيما بعد بمسجد القبلتين، ثم أمر بتحويل القبلة أثناء صلاته للظهر بعد ان اتم منها ركعتين، فاستدار إلى الكعبة واستدارت الصفوف خلفه واستكمل الصلاة، أما قباء، فقد بلغ أهله خبر تحويل القبلة في صلاة الصبح، فاستقبلوا الكعبة أثناء أداءها.
ويذكر ابن كثير سبب تسميته بمسجد القبلتين، في "تفسير القرآن العظيم" في خضم تفسيره للآية 142 من سورة البقرة: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" فيقول: " وذكر غير واحد من المفسِّرين أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر وذلك في مسجد بني سلمة: فسمي: مسجد القبلتين ـ وَأَمَّا أَهْلُ قُبَاءَ فَلَمْ يَبْلُغْهُمُ الْخَبَرُ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنَ الْيَوْمِ الثَّانِي، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ الله عنهما ـ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصبح إذا جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِل عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمر أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ، أخرجه الشيخان عن ابن عمر".
ويروي ابن كثير تفاصيل استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم لقبلة بيت المقدس أولًا، فيقول أن الرسول كان يستقبل الصخرة من بيت المقدس حينما كان في مكة، فكان يصلي بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس في الوقت ذاته، لكنه عندما هاجر إلى المدينة، تعذر عليه الجمع بينهما، فأمره الله تعالى بالتوجه إلى بيت المقدس، فاستمر على ذلك عدة اشهر لكنه كان يدعو الله تعالى طوال تلك الفترة بأن يوجهه إلى الكعبة، وقيل أنه صلى نحو بيت المقدس من المدينة طوال 16 شهرًا قبل أن يحدث تحويل القبلة.
فيديو قد يعجبك: