بعد الهتافات المسيئة ضدها في لبنان.. الأزهر يتصدى للدفاع عن السيدة عائشة وأمهات المؤمنين

كتبت – آمال سامي:

انتشرت مقاطع فيديو مؤخرًا بها هتفات مسيئة ضد السيدة عائشة رضي الله عنها خلال مظاهرات في لبنان من قبل الشيعة، وهو ما تسبب في اشتباكات طائفية في بيروت السبت الماضي، وأصدر حزب الله بيانًا ذكر فيه أن "الموقف الشرعي والديني لعلي خامنئي وفتواه المعروفة بحرمة التعرض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين"، وحذر فيه الحزب من مثيري الفتن ومروجيها.

وفي نفس السياق، استنكر الأزهر الشريف بشدة ما حدث في لبنان حيث ذكر على صفحته الرسمية استنكاره الشديد مما صدر عن بعض الأشخاص في لبنان من إطلاق شعارات تسيء إلى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة لرضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين.

وفي بيانه، يؤكد الأزهر أن أمهات المؤمنين والصحابة -رضي الله عنهم- رمز لكل مسلم، والإساءة لهم أمر مرفوض ومحرم، ويستدعي تحرك العلماء والقادة الدينيين على اختلاف مذاهبهم لتحريم وتجريم الإساءة لهم وللرموز والمقدسات الدينية وضرورة احترامها، وأهمية ترسيخ قيم السلم والحوار والتفاهم.

وفي الإطار نفسه، أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية حملة "وأزواجه أمهاتهم" يعرف فيها بأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم برًا بهن وبيانا لما لهن من فضائل ومناقب وحقوق، ويعزم مركز الأزهر العالمي للفتوى من خلال الحملة بيان جهود أمهات المؤمنين في خدمة الإسلام والدعوة إليه وإرشاداتهن لاستقرار الحياة الأسرية والاجتماعية، كذلك ما يجب على المسلم تجاه أمهات المسلمين من حب وأدب مع شخوصهن وسيرتهن مع ما يتناسب مع قدر صاحبات هذا المقام الشريف.

الأغلبية العظمى من شيعة لبنان ينتمون إلى المذهب الشيعي الأثنى عشري، فما رأي المذهب الشيعي في السيدة عائشة رضي الله عنها ؟ وماذا يقولون عن أمهات المؤمنين؟

وفي كتاب عقائد الشيعة يتحدث محمود عبد الحميد العسقلاني عن عقيدة الشيعة في أمهات المؤمنين والسيدة عائشة تحديدًا، ففي مبدأ الرجعة في المذهب الشيعي يعود أئمة الشيعة ابتداءًا بالإمام علي حتى الحسن العسكري الإمام الحادي عشر عند الشيعة الإمامية، سيعودون إلى الدنيا ليحكموا المجتمع بالقسط والعدل وفق القواعد التي سيرسيها الإمام المهدي الذي يظهر قبل الرجعة، وتشمل الرجعة عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين زعم الشيعة أنهم من أعداء الأئمة والذين منعوا الأئمة من الوصول إلى الحكم حتى ينتقموا منهم في الدنيا، ومنهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وفي كتاب "حق اليقين" للمجلسي عن محمد الباقر: "إذا ظهر المهدي فإنه سيجي عائشة ويقيم عليها الحد".

لكن على الرغم من وجود الكثير من التطاول على الصحابة رضوان الله عليهم والسيدة عائشة، إلا إن خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أصدر فتوى حرم بموجبها الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو أي رمز من الرموز الإسلامية في سبتمبر 2010 عبر فتوى نشرتها وكالة مهر الإيرانية ونقلتها عنها وسائل الإعلام، فقال خامنئي: "يحرّم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء خصوصاً سيدهم الرسول الأعظم"، وفي تلك الفترة رجال الدين الشيعة عدة فتاوى تؤكد على حرمة التطاول والتعدي على السيدة عائشة رضي الله عنها ورموز الإسلام حسب عدة وسائل إعلامية في تلك الفترة حيث نظم ياسر الحبيب ومجتبى الشيرازي وهم من دعاة الشيعة حفلًا في لندن في ذكرى وفاة السيدة عائشة واساءوا إليها بشكل مباشر ووصفوها باعتبارها من اعداء الله ورسوله.